لوحات الاعلانات

دستور المخترعين

 دستور المخترعين
إعادة الاختراع ليست سهلة. فهي تحتاج شجاعة ومثابرة وتفكيرا في المستقبل.
القواعد التالية تعرض لبعض التحديات التي ستواجه معيدي اختراع الحكومة وهي تدعم رؤية المملكة العربية السعودية 2030:
الهيئات الحكومية كائنات عضوية. لا تحاول تزيينها بالماكياج وتلميعها من الخارج، بل عليك تغيير جيناتها من الداخل.
اعط مثلما تأخذ. لكي تقنع البيروقراطيين بالتخلي عن شيء، امنحهم شيئا بالمقابل.
تحد المصالح الشخصية. عملية التغيير تضر بمصالح بعض المنتفعين. ضعهم على رأس قائمة من ستواجههم.
دافع عن المتحمسين. ستجد في غياهب الحكومة بعض المبادرين الذين يفكرون بعقلية القطاع الخاص ويأخذون المستقبل بعين الاعتبار. وفر لهم الحماية الكافية.
مارس الاختراع بإنسانية. فصل أعداد كبيرة من الموظفين لا يحل كل المشاكل. عندما تضطر للتخلص من العمالة الزائدة، افتح أمامها فرصا بديلة
كن صبورا. تحتاج من خمس إلى عشر سنوات لتغيير منظمة. فما بالك بالحكومة. النفس الطويل هو سر النجاح


وحدة العادات والقلوب والعقول
خبرات الأفراد وعواطفهم وأفكارهم ومواقفهم مترابطة وفي حالة تفاعل دائم.
هذا يعني أن المداخل الثلاثة لاستراتيجية الثقافة مترابطة أيضا ومكملة لبعضها. ولن يمكنك إحراز أي تقدم ما لم تستخدمها معا.
فإذا عرضت العاملين لخبرة تغيير عادة ما، فعليك أن تخاطب قلوبهم وتمنح عقولهم تصورا سليما عن العادة البديلة التي تريد ترسيخها بداخلهم. وإذا ما بدأت بالاستحواذ على عقولهم بطرح فكرة جديدة، فعليك أن تساعدهم على تغيير عاداتهم لتبني هذه الفكرة ومخاطبة قلوبهم للإخلاص والتفاني لها. وليس مهما بأي مدخل تبدأ، المهم أن تطرقها كلها.

استراتيجية الثقافة:
 تخلص من السلوكيات والأفكار البالية الاستراتيجية الأخيرة لإعادة اختراع الحكومة هي تغيير الثقافة بما تضمه من قيم ونماذج سلوكية ومفاهيم ثابتة تحكم المنظمات وتوجه سلوك الموظفين الحكوميين.
الهدف من عملية التغيير هو تحويل الثقافة التي طالما كافأت الجمود والتحجر إلى ثقافة تحث على الابتكار وتبث روح المبادرة على غرار القطاع الخاص.
ما الذي يصنع الثقافة؟
لم يقصد أحد متعمدا أن يصنع "ثقافة بيروقراطية" مع سبق الإصرار والترصد. كل ما هنالك أنها تكونت بتراكم الأحداث والأوضاع التي تتكرر كل يوم داخل المنظمة.
لقد أدت خبرات العاملين بالحكومة إلى ترسيخ مجموعة من القيم الانفعالية - توقعات، ومخاوف، وكمال، وأحلام - وإلى ترسيب مجموعة من الأفكار المحددة عن المنظمة الحكومية.
بحكم العادة بدأ الموظفون بعرقلة التغييرات وإعاقتها، وأصبحوا ملتزمين، دون إدراك واضح منهم، ببقاء الوضع على ما هو عليه، فصارت الحكومة مجرد بيروقراطية جامدة.
لتغيير هذه الثقافة عليك أن تعرض الأفراد لخبرات وتفاعلات وأفكار جديدة.
قد يكون تطبيق الاستراتيجيات الأربع الأولى (المحور - التبعات - العميل - الرقابة) بداية قوية لوضع الموظفين داخل خبرات وتفاعلات وأفكار جديدة، لكنها ليست كافية في حد ذاتها. فلابد من مبادرات أخرى لتثبيت الثقافة الجديدة.
مبادرات لتثبيت الثقافة الجديدة.
المدخل الأول: غير عاداتهم
   المدخل الأول لتغيير الثقافة هو تعريض الموظفين لخبرات جديدة. يضع بوب أونيل، رئيس بلدية هامبتون بولاية فرجينيا، معاونيه بصفة مستمرة في حركة تنقلات وظيفية، ويعرضهم لمزيد من الضغوط ليضمن تفهم كل منهم لطريقة عمل وحدات البلدية من الداخل. وكثيرا ما تسكب حركة التنقلات تلك، الموظفين خبرات جديدة.
واحدة من أفضل أساليب تغيير ثقافة الموظفين هي استمرار تنقلهم داخل الفروع والإدارات المختلفة. أطلب منهم أن يتعاملوا مع المنظمة من وجهة نظر العميل.
ما هي الفائدة التي كانت ستعود عليهم؟
وما هي أفضل طرق تحقيقها للعميل؟
 فالنظر للنظام من منظار العميل، يزعزع الأفكار والعادات المستقرة.
المدخل الثاني: خاطب قلوبهم
   عادة ما تمتد جذور ثقافة المنظمة داخل أذهان العاملين، وتسيطر عليهم دون وعي منهم. في كهف البيروقراطية الأسود تسيطر على بعض العاملين فكرة الثبات، بينما ينبري آخرون لمعاداة التغيير وينسحب غيرهم ليلعبوا دور الضحية، التي تستسلم، مع قليل من اللوم والعتاب، لكل ما يمليه عليها أعداء التغيير و أنصار "هكذا نحن . وهكذا سنبقى". ولكي تغير ثقافة هذه الفئات عليك أن تخاطب قلوبهم.
   يمكنك استخدام وسائل متنوعة، لتفعل ذلك. يمكنك أن تطور بيئة العمل، وتشجع الابتكار والتغيير - حتى ولو فشل. كما يمكنك توطيد أواصر التعاون بين فرق العمل. المهم هو أن لا تكتفي بتغيير الثقافة القديمة، بل رسخ ثقافة جديدة مكانها.
المدخل الثالث: استحوذ على عقولهم
هنا ننتقل من العاطفة إلى العقل. حاول أن تضع في عقول العاملين صورة واضحة عن منظمتهم في ثوبها الجديد:
غايتها - قيمها - أهدافها - قواعدها.
استطاعت بلدية هامبتون، تحفيز عامليها الحكوميين حين تبنت شعار:
"أن نجعل هامبتون أفضل مدينة في فرجينيا".
     هذا الشعار، الذي يظهر في كل مكان بهامبتون حتى على شيكات رواتب العاملين، أصبح باعثا قويا يشجع على العمل والتعاون والمبادرة. وهذا الشعار هو ما جعل إدارة الأشغال العامة تعمل لأسابيع على إنشاء حديقة جديدة بالبلدة نيابة عن إدارة الحدائق التي لم تكن تملك التمويل اللازم. ففي النهاية، تجعل الحدائق المدينة مكانا أفضل للحياة المعاصرة.
خلاصات كتب المدير ورجل الاعمال
السنة الخامسة ,العدد الثامن عشر ,سبتمبر 1997م, الشركة العربية للإعلام العلمي (شعاع), القاهرة
ترجمة من كتاب" إبعاد شبح البيروقراطية " تأليف: ديفيد أسبورن و بيتر بلاستريك
خمس استراتيجيات لإعادة اختراع الحكومة
محمد بالغيث محمد الشهري       m_monsht@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تكرما ادعمنا بالتعليق