ملخص كتاب أساسيات التأصيل والتوجيه الإسلامي للعلوم والمعارف والفنون.للدكتور مقداد يالجن
ملخص كتاب أساسيات التأصيل والتوجيه الإسلامي للعلوم والمعارف والفنون.للدكتور مقداد يالجن
أ.زهرة الخضاب
يتألف هذا الكتاب من 184 صفحة.
من 1- إلى172متن الكتاب.
من 173-إلى 178المصادر والمراجع.
من179- إلى 181الفهرس.
من 182- إلى 184 مؤلفات الدكتور يالجن.
طبع الكتاب في دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع بمدينة الرياض عام 1425هـ.
ويعد هذا الكتاب واحد من سلسلة كتاب تربيتنا للمؤلف رقم (10).
نبذه بسيطة عن المؤلف :
الدكتور مقداد يالجن الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية وأستاذ التربية الإسلامية بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية .ألف العديد من الكتب العلمية الإسلامية وقد ضمن البعض منها تجاربه ورحلاته الخاصة .
أهم مؤلفاته :
1- منهاج الدعوة إلى الإسلام في العصر الحديث، القاهرة، المطبعة المصرية، 1969م
2- فلسفة الحياة الروحية ،الرياض،دار عالم الكتب،1409هـ.
3- الطريق إلى العبقرية ،الرياض،دار الهدى،1407هـ.
4- مشكلات الحركات الإسلامية المعاصرة وطرق معالجتها ،دار عالم الكتاب ،الرياض ،تحت الطباعة .
5- العوامل الفعالة في النظم التربوية ووجوه الاستفادة منها تربيتنا،دار عالم الكتب،1415.
ويتكون هذا الكتاب من مقدمة والباب الأول وفيه فصلين والباب الثاني وفيه ثلاثة فصول.
الباب الأول وهو بعنوان المنطلقات الأساسية والتجارب السابقة وفيه:
1. الفصل الأول الأركان الأساسية لنجاح التأصيل والتجارب السابقة.
2. الفصل الثاني يتناول مفهوم التأصيل وأهدافه وأهميته ومجالاته وخطواته.
الباب الثاني أساسيات التوجيه الإسلامي للعلوم ويناقش ثلاثة فصول:
1. الفصل الأول مفهوم التوجيه الإسلامي وأهدافه وأبعاده.
2. الفصل الثاني يناقش أساسيات التوجيه الإسلامي للعلوم .
3. الفصل الثالث ويتناول مشكلات التوجيه الإسلامي للعلوم وطرق معالجتها ومشكلاته.
الباب الأول
الفصل الأول
أولا:الأركان التي يقوم عليها نجاح التأصيل
1. وجود روح التأصيل لدى القائمين بالتأصيل من المسئولين والباحثين والمعلمين.
2. وجود منهج للتأصيل يستخدمه القائم على التأصيل يتسم بالعلمية ومتفق عليه بين المعنيين بالتأصيل.
3. الوقوف على محتوى العلوم التي تكون بحاجة إلى تأصيل.
4. قناعة المؤصل بما يقوم به من التأصيل.
ثانيا:التجارب السابقة
يذكر المؤلف هنا مجموعة من التجارب الشخصية التي ساعدت على رسوخ روح التأصيل في نفسه، وهي تجارب في حقول عديدة تربوية وأخلاقية ونفسية وفلسفية وغيرها.
الفصل الثاني
الباب الأول:مفهوم التأصيل
أن تحديد المصطلحات في أي علم أمر في غاية الأهمية لكي يكون هذا المفهوم واضح عند المشتغلين في العلم ولا يسبب أي لبس أوغموض أو تداخل مع مصطلحات أخرى.وسنوضح الآن معايير التعريف الجيد.
1. أن يكون جامعا مانعا.
2. أن يحدد موضوعه بدقة.
3. أن يكون مختصر بقدر الإمكان.
4. ألا يذكر المعرف في التعريف.
5. يراعي مستوى المستفيدين في استخدام الكلمات والعبارات.
6. الانطلاق من المفاهيم اللغوية.
7. مراعاة إمكان اشتقاق تعريفات فرعية لمجالات أخرى ذات الصلة.
8. ذكر ميزته عن غيره من التعريفات ومقارنته بتلك التعريفات.
9. تحديد هدف الموضوع المعرف.
10. أن يكون هناك شيء من الصلة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي.
11. إبعاد الأمور الموضحة الشارحة من متن التعريف.
أهمية تحديد مصطلح التأصيل
? توفير الوقت والجهد للباحثين.
? تحفيز الباحثين لمسألة التأصيل وفق رؤية واضحة.
? ترشيد البحوث في ميادين التأصيل.
? ترشيد التقويم والتحكيم في البحوث التأصيلية.
? تقليل الاختلاف من المنطلقات المغايرة في الندوات والمناظرات.
تحديد مصطلحات التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية
وضعت مجموعة من المصطلحات التي ذكرها العلماء المهتمون بالتأصيل لربط بين الجانب الإسلامي والجانب المتعلق بالعلوم من أجل الدمج بينهما لتصبح الصبغة الإسلامية هي صبغة العلوم وهذه المصطلحات هي:
? أسلمه العلوم أوأسلمة المعرفة.
? التوجيه الإسلامي للعلوم أو توجيه العلوم الإنسانية وجهة أسلامية .
? صياغة العلوم صياغة أسلامية.
? تأصيل العلوم تأصيلا إسلاميا.
? أبراز الأسس الإسلامية التي تقوم عليها العلوم الاجتماعية.
? تأسيس العلوم الاجتماعية على الأصول الإسلامية .
? العودة بالعلوم إلى أصول الشريعة الإسلامية.
? بناء العلوم الاجتماعية على نهج الإسلام .
ثانياً:أهداف التأصيل
أهداف اللجنة الدائمة في التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية في عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:
1. بيان ما في الشريعة الإسلامية بعامة وما في القران الكريم والحديث الشريف بخاصة من مبادئ السلوك، محركات الدوافع، طبيعة الفطرة، وسنن الاجتماع، قواعد العمران، ومنهج التربية، وأسس العلاقات الاجتماعية التي تنظم أحوال البشر وتحدد طبيعة مجتمعاتهم وتجمعهم.
2. إحياء تراث المفكرين الاجتماعيين المسلمين والرواد لبيان مدى أصالتهم العلمية نظريا ومنهجيا، وميدانيا في مجال العلوم الاجتماعية ليكون للتأصل خلفيته الواضحة ولتتأكد الرؤية الحقيقة للإسلام الذي هو دين العلم والعمل، العقيدة، العبادة....النظر والتطبيق.
3. غرس الوعي الاجتماعي الإسلامي لدى الباحثين في العلوم الاجتماعية بعامة، ولدى طلاب الجامعات بخاصة على أساس أنهم الطلائع التي تحمل مشاعل العلم النافع حاضرا ومستقبلاً.
4. تصحيح رؤية الإنسان المسلم إلى واقعه الاجتماعي ، ومستواه الحضاري بحيث يؤدي فكره المستقيم هذا إلى وضوح رؤية إسلامية هادية تتأصل في وجدانه وتحدد فكره وسلوكه في علاقته بالله ، بالناس وبالمجتمع.
5. مناقشة مبادئ الشريعة الإسلامية باعتبارها أداة للإرشاد الفردي والتوجيه التربوي، والضبط الاجتماعي، وذلك من خلال إرسائها قواعد بين الإنسان نفسه، وبين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان وغيره من الكائنات ثم بين الإنسان وخالقه جل وعلا.
6. الإفادة- في إطار عملية التأصيل الإسلامي – من مناهج المفكرين المحدثين والمعاصرين في دراسة واقع الإنسان على ألا يكون المنهج مبنيا على فكرة الحادية مهينة لكرامة الإنسان مسقطة لقدره، كنظرية التطور وأصل الأنواع على أن تقوم دراسة النظم والأنساق الاجتماعية في المجتمع الإسلامي من خلال منهج إسلامي.
7. إذا كان المنهج الإسلامي هو أداة أو الطريقة لدراسة النظم والأنساق الاجتماعية في المجتمع الإسلامي في ضوء رؤية ناقدة لما أفرزه الفكر الغربي من نظريات وتعميمات اجتماعية فإن الهداف يتجاوز المنهج والموضوع إلى إبداع الباحث المسلم لقضايا وتعميمات تعبر عن المجتمع الإسلامي وواقعه ، لها صفة الجدة والابتكار ، بعيدة عن التقليد ،المحاكاة والتبعية.
8. الإفادة من عملية التأصيل في مجال الدعوة الإسلامية وذلك في إطار نظرة إسلامية لا شرقية و لا غربية... نظرة قوامها الحكمة والموعظة الحسنة، نظرة تكون المجادلة فيه بالتي هي أحسن.
وبهذا يكون للأعلام الإسلامي طبيعته المميزة، ونظرته القيمة الثابتة((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)).
9. تأسيس (المدرسة الإسلامية في العلوم الاجتماعية) وهي مدرسة في مجال العلوم الاجتماعية تستند في أهدافها ومناهجها وأساليبها النظرية والتطبيقية على مبادئ الإسلام وإحكامه.
10. الانطلاق في الدراسات التربوية والنفسية والاجتماعية من مبادئ وأصول إسلامية مستمدة من الكتاب والسنة والتراث الفكري للأمة الإسلامية.
11. تنقية العلوم الاجتماعية مما شابها من تصورات، مفاهيم واتجاهات منحرفة تنبثق من أصول وثنية أو يهودية أو نصرانية أو من مذاهب هدامة كالشيوعية والوجودية والإباحية، ويتم ذلك بالتقويم العلمي المبني على التصور الإسلامي الصحيح لتلك العلوم.
12. تنقية جميع ما يقدم لطلاب العلوم الاجتماعية في العالم الإسلامي مما يتعارض مع الإسلام لان ذلك يؤدي إلى تحقيق التربية الإسلامية الحقة ويبعد المناهج عن التناقضات الفكرية والانحرافات الناتجة عن غياب الفكر الاجتماعي الإسلامي والمدرسة الإسلامية في العلوم الاجتماعية.
13. تقديم الفكر الإسلامي النقي في مجالات العلوم الاجتماعية للعالم أجمع بالأسلوب المناسب حتى يعرف أصحاب المذاهب الاجتماعية والنفسية والتربوية الأخرى ما تتميز به المدرسة الإسلامية من سمات وخصائص عظيمة منبثقة من عظمة الدين الإسلامي وسموه وقدرته على إيجاد الحلول لكل المشكلات التي تواجه الإنسان في كل عصر ومصر.
14. مواجهة النظريات والأفكار الغربية والشرقية التي لاتتفق مع الإسلام بفكر إسلامي أصيل وواضح مما يؤدي بالضرورة إلى حماية المجتمعات الإسلامية من تلك الأفكار والنظريات المنحرفة ،ولن يتم هذا بالرفض المطلق للفكر الغربي أو الشرقي ،وإنما يتم بتقديم البديل الإسلامي ،وإبراز مواطن الإبداع والتفوق فيه.
15. فتح أفاق الإبداع والتفوق أمام الباحثين الاجتماعيين المسلمين، وذلك بإنقاذهم من التبعية الفكرية، وإمدادهم بالأصول الإسلامية للعلوم الاجتماعية مما يجعل لأبحاثهم تميزا في المنهج وأسلوب المعالجة.ويعطيها صفة الجدة والابتكار لا مجرد التقليد والتبعية لمدراس العلوم الاجتماعية في الشرق أو الغرب.
16. إجراء الدراسات الواقعية عن العالم الإسلامي في مجالات الاجتماع والتربية وعلم النفس للوقوف على واقع هذا العالم ومشكلاته ، وتقديم الحلول الإسلامية لتلك المشكلات، مما يؤدي إلى التأصيل الإسلامي لتلك العلوم بهدف تقديم الحلول المناسبة المنسجمة مع العقيدة الإسلامية المستمدة من أصولها.
17. تكوين الشخصية الإسلامية القوية المستقرة التي ربيت على مبادئ الإسلام في التربية واكتسبت الاستقرار النفسي من مبادئ الإسلام النفسية والتي تتعامل مع الآخرين وفق التوجيهات الاجتماعية الإسلامية، وبذا تتحول تلك العلوم إلى سلوك وتعامل
18. إعداد المعلم والباحث والمفكر المسلم وبناء شخصية كل منهم ، وتكوين فكره وفقا للتصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة بحيث تتحقق قدراتهم في تربية النشء تربية صحيحة ،وتوجيه المجتمع توجها سلميا ينسجم مع مبادئ الإسلام ومثله العليا وقيمه الحضارية.
19. الإفادة من معطيات العلوم الاجتماعية – بعد تنقيتها – في مجالات الدعوة الإسلامية ومحاربة الغزو الفكري للعالم الإسلامي.
ثالثاً:مجالات التأصيل وميادينها
أهم العلوم الاجتماعية التي تحتاج إلى التأصيل :
1. علوم التربية.
2. علم النفس.
3. علم الاجتماع.
4. التاريخ.
5. الحضارة.
6. الحقوق الاجتماعية.
7. الخدمة الاجتماعية.
8. علم الاقتصاد.
9. الثقافة.
10. السياسة.
11. الدراسات الأدبية والفنية والإعلامية.
الباب الثاني
الفصل الأول
مفهوم التوجيه الإسلامي للعلوم وأهدافه ومجالاته وأبعاده وأهميته
أولاً: مفهوم التوجيه الإسلامي للعلوم.
أ-معنى التوجيه لغة.
1. وجه الشئ في اللغة مستقبله ، وهذا المعني ورد في قوله تعالى (( فأينما تولوا فثم وجه الله)) ويقال وجه النخلة إذا غرسها وأقامها ويقال كذلك وجهه أي أرسله ويمكن تلخيص أهم المعاني اللغوية من هذا العرض اللغوي لهذه الكلمة فيما يلي:
2. تصير الشيء وإدارة الشيء إلى الجهة التي يراد أن يتجه إليه.
3. تحريكه إلى المسلك أو الطريق الذي يراد أن يسلك فيه.
4. غرس الشيء.
5. إقامة الشيء وتعديله على نحو معين.
ب- المعنى الاصطلاحي لكلمة التوجيه.
مجموعة من المعارف المتجانسة ذات موضوع واحد وله أسسه وقواعده ومبادئه.
ج- مفهوم التوجيه الإسلامي للعلوم.
التعريف الأول: إعادة صياغة هذه العلوم (العلوم التجريبية) على النحو الذي يخلصها مما يمكن تسميته بالروح العلمانية السائدة.... وعلى النحو الذي يعيد صلتها بالخالق أو الذي يخدم أغراض الثقافة الإسلامية (( وينسجم مع أصولها الإيمانية أو العقيدية ومع فروعها ومكوناتها))
التعريف الثاني: قدم ثلاث تعريفات للعلوم التطبيقية وهي ثلاث:
أ- توجيه ما يؤدي إليه العلم من نتائج الابتكارات والاختراعات في مجال الخير و النفع وإسعاد المجتمع وتعميره)).
ب- العودة إلى التراث العلمي للرعيل الأول من المسلمين في مجال العلوم التطبيقية كالفلك والهندسة .. وجهودهم البناءة في إرساء قواعد هذه العلوم وذلك لوصل الماضي التراثي بالحاضر التقني.
ت- تجلية العديد من آيات الإعجاز العلمي للقران الكريم والتي أصبحت الآن حديث العلماء في العالم.
التعريف الثالث: إعادة النظر في الدراسات العلمية بعامة والإنسانية منها بخاصة وتأصيلها وفق ثوابت الفكر الإسلامي وصيانتها في إطار الإسلام.
التعريف الرابع: التوجه نحو العمل لإزالة كل ما تثيره هذه العلوم من تقليل شأن الإسلام في مفهوم العلم وما تحمله من اعتراضات على منهجه فيه أو تناقضات في نصوصه وتشريعاته ،وفلسفته وتوجيهاته وإزالة كل لبس وغموض حول مسائله وقضاياه الذي أحدثه تصور جاهل بالدين أو عدو حاقد على الإسلام والمسلمين.
تعريف الخامس: تحديد مفهوم مجال التوجيه الإسلامي للعلوم ويرى صاحب هذا التعريف أنه ليس من الضروري التوقف عند المصطلحات والاختلافات الواقعة فيها بل ينبغي تحديد المحتوى أو المضمون والعمل في إطاره وحدد مضمون أو مكونات مفهوم التوجيه في النقاط الآتية:
1. استنباط التصور الإسلامي للإنسان والمجتمع والكون من المصادر الشرعية (الكتاب والسنة الصحيحة، وإسهامات علماء المسلمين).
2. استيعاب العلوم الاجتماعية الحديثة، ونقدها في ضوء هذا التصور الإسلامي.
3. بناء نسق علمي متكامل يضم ما صح من نتائج العلوم الحديثة ووضعه في إطار التصور الإسلامي للإنسان والمجتمع والكون.
4. اختبار ذلك النسق العلمي في أرض الواقع للتحقق من صدق هذا الاجتهاد البشري.
ثانياً:أهداف التوجيه الإسلامي للعلوم.
لقد حدد بعض الدارسين هذه الأهداف على النحو الآتي:
1. تصحيح مفهوم العلم في الإسلام.
2. التحرر من العبودية الفكرية.
3. تحقيق التناسق بين المادة والروح أو عالم الشهادة وعالم الغيب.
4. إعادة ثقة العالم الإسلامي بنفسه.
أهم أهداف التوجيه الإسلامي للعلوم ما يلي:
1. تدعيم الإيمان والقيم الإسلامية والدفاع عنها بالعلوم.
2. تحقيق ضمان استخدام العلوم في الخير لا في الشر.
3. إرشاد المتعلمين من البداية إلى تعليم العلوم من أجل أهداف إنسانية وإسلامية سامية.
4. الاستعانة بها لتحقيق أهداف التربية الإسلامية في بناء شخصية المسلم والأمة والحضارة والإسلامية.
5. تقرير المقررات العلمية من حيث الكم والكيف بحسب قيمها وأهميتها في نظر الإسلام.
6. ضمان سلامة سير التقدم العلمي والحضاري للأمة في ضوء الإسلام.
7. إرشاد الدراسات العلمية بالإسهامات التراثية لعلماء المسلمين.
8. تنمية العلوم وتطويرها وتطوير مناهجها في ضوء القيم الإسلامية.
9. توجيه استخدامات تلك العلوم في قضايا تخدم نشرة الدعوة الإسلامية.
10. إرشاد المعلمين والباحثين إلى أساليب تنقية تلك العلوم مما يتعارض مع العقيدة والقيم الإسلامية.
ثالثاً: مجالات التوجيه الإسلامي للعلوم
هناك مجالات كثيرة كلية وجزئية، أما المجالات الكلية فهي باختصار:
1. توجيه العلوم الاجتماعية والإنسانية.
2. توجيه العلوم الطبيعية.
3. توجيه الدراسات الأدبية والفنية.
4. توجيه العلوم الإسلامية الشرعية.
5. توجيه المعارف العامة.
أما المجالات الجزئية فأنها تشمل كل فكرة وكل صنعة وكل فن يخالف القيم الإسلامية ينبغي توجيهها وتصحيحيها في ضوء القيم الإسلامية وتوجهاتها.وذلك بوضع معايير لذلك بها يزن الناس أفكارهم وتصرفاتهم وفي ضوئها أيضا تقوم الأفكار والأعمال العلمية والفنية.
رابعا: أبعاد التوجيه الإسلامي للعلوم
وأهم الأبعاد هي الآتية:
1. توجيه نظم التعليم والتربية في البلاد الإسلامية.
2. توجيه مناهج وطرق التدريس والوسائل التعليمية.
3. توجيه أهداف تحصيل العلوم والأهداف العامة والأهداف الخاصة.
4. توجيه كل المعارف والمهن التي تحتاج إليها الأمة.
5. توجيه مضامين العلوم أو محتوياتها.
6. توجيه وجوه استخدام العلوم والمعارف والفنون.
7. توجيه طرق البحث أو طرق الوصول إلى الحقائق والمعارف المختلفة.
خامسا: أهمية التوجيه الإسلامي للعوم والفنون
1. أنه يؤدي إلى تنمية الإيمان في نفوس الدارسين.
2. أنه يؤدي إلى تدعيم القيم الإسلامية في نفوس الدارسين.
3. أنه يؤدي إلى تحسين مقاصد الدارسين من التعلم والتعليم.
4. أنه يؤدي إلى ترشيد طرق التدريس وترشيد طرق البحث.
5. أنه يؤدي إلى إثارة الهمم العالية وتفجير الطاقات المعنوية لدى الدارسين.
6. أنه يؤدي إلى التقدم العلمي.
7. أنه يؤدي إلى الانتفاع من التراث العلمي الإسلامي والحضاري لعلماء الإسلام.
8. أنه سوف يؤدي إلى وضع معايير في ضوء القيم الإسلامية.
9. أنه يؤدي إلى الإضافة إلى تلك العلوم إما إلى المحتوى أو إلى طريقة البحث أو التدريس أو إلى وجوه الاستفادة منها في مجال الدين والدنيا.
10. أنه يؤدي إلى تكوين شخصيات الأجيال المسلمة.
الفصل الثاني
أساسيات التوجيه الإسلامي للعلوم
الأساس الأول- نظرية المعرفة الإسلامية.
مفهوم نظرية المعرفة وأهميتها:
وعرفها البعض بأنها(( دراسة منهجية منظمة لقضية العلم،أو مسألة المعرفة بدراسة ماهية المعرفة وأمكانها وطبيعتها وطرق الوصول إليها وقيمتها وحدودها)).
وأما تعريف المؤلف لها بعد استعراض مجموعة من التعاريف ((هي مجموعة من المواقف والآراء والمبادئ والأحكام المتناسقة والمتعلقة بالعلوم والمعارف وتفسيرها من منظور أسلامي))
مظاهر اهتمام الإسلام بالعلوم والمعارف بصفة عامة.
1. أن القران الكريم قد ذكر العلم والمعرفة ومشتقاتها في نحو تسعمائة موضع من القران الكريم.
2. لم يسو الإسلام بين العالم والجاهل . كما ذكر في القران الكريم.
3. اشترط العلم أساسا لقبول العقيدة والعبادات.
4. جعل التعلم والتعليم واجبا للجميع.
إمكانية المعرفة
هناك ثلاثة اتجاهات في إمكانية معرفة الحقيقة.
1. معرفة الحقائق ممكنة،ويقولون : الحقيقة أو المعرفة لهما وجود في الطبيعة وأن الحقيقة عبارة عن تصور عقلي لها.
2. أن المعرفة الحقيقة غير ممكنة ، ويسمى بعضهم هذا الاتجاه اتجاه (الشكاك) وبعضهم يسميه اللاأدريين وعرف هؤلاء قديما عند اليونانيين ب(السوفسطائيين).
3. يري أن الحقائق ممكنة عقلياً ،ولكن ليس لها وجود خارج العقل ويمثل ذلك سقراط وأفلاطون.
أما الأمر في نظر الإسلام حسب تصور المؤلف فإن المعرفة لا يولد الإنسان بها ولكن يتعلمها بعد الولادة والدليل والصريح على ذلك من القران قوله تعالى (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا)
كيفية الوصول إلى الحقائق:
1. الحواس.
2. العقل.
3. الحدس.
تعريف العلم والمعرفة:
إدراك الأشياء والأمور على ما هي عليه دون إضافة أو نقصان سواء كانت الأشياء حية أو غير حية ،دينية أو أخلاقية أو أحكاماً أو تشريعات.
أنواع المعرفة
النوع الأول – معرفة عادية – عامية
وهي المعلومات الجزئية المتعلقة بالميادين المختلفة يكونها الإنسان من خلال مشاهداته وتجاربه وعلاقاته العامة في هذه الحياة.
النوع الثاني – معرفة علمية
وهي التي يصل إليها الإنسان عن طريق دراسة منظمة وملاحظة دقيقة أو أتخاذ منهج معين كمنهج التجربة أو الاستنباط، ثم لا تكون ظنية أو شخصية.
تعريف الغزالي للعلم: بأنه ينكشف فيه المعلوم انكشافا لا تبقى معه ريبة و لا يقارنه مكان الغلط ، ولا يتسع القلب تقدير ذلك بل الأمان من الخطأ وينبغي أن يكون مقارنا لليقين مقارنة لا تجدي بإظهار بطلانه ، مثلا من يقلب الحجر ذهبا أو العصا ثعبانا لم يورث ذلك شكا أو إنكارا.
أنواع العلوم وتصنيفها
تصنيف أرسطو:
1. علوم نظرية كالرياضيات والطبيعيات.
2. علوم أدبية (شعرية ) مثل البلاغة والشعر والجدل.
3. علوم علمية: مثل الأخلاق والاقتصاد والسياسة.
تصنيف ابن سينا:
1. علوم نظرية كالعلوم الرياضية، والعلم الطبيعي، والعلم الإلهي.
2. علوم علمية: وهي الأخلاق وتدبير المنزل وتدبير المدينة (السياسة).
تصنيف ابن خلدون:
1. العلوم العقلية: علم المنطق، علم الرياضي، العلم الطبيعي، العلم الإلهي، ويتفق مع ابن سينا في إدخال العلم الإلهي في العلوم العقلية.
2. العلوم النقلية: ( الشرعية التفسير، علم الفقه ، علم الفرائض ، أصول الفقه ، علم الكلام).
تصنيف آمير:
1. العلوم الكونية، الماديات الحسية).
2. العلوم المعنوية (الفكر وآثاره).
تصنيف أو جست كونت:
1. علم الرياضيات.
2. علم الفلك.
3. علم الفيزياء.
4. علم الكيمياء.
5. علم الإحياء.
6. علم الاجتماع.
طرق الوصول إلى الحقائق بصفة عامة
1. طريقة التأمل والتفكر والاستنباط العقلي.
2. طريقة الحدس والمشاهدة.
3. طريقة البحث والتجربة العلمية.
4. طريق الله:
أ- طريق التعليم والتوفيق والهداية.
ب- طريق الكشف والإلهام.
ت- طريق الوحي.
ث- طريق الحدس والوجدان أو القلب.
طرق دراسة الحقائق
مصادر المعرفة من منظور الإسلام:
تنقسم هذه المصادر من هذا المنظور بصفة عامة إلى قسمين أساسيين:
الأول – مصادر المعرفة الإسلامية التشريعية:
1. القران.
2. السنة.
3. الإجماع.
4. القياس.
5. المصالح المرسلة.
6. الاستحسان.
7. العرف.
8. شرع من قبلنا.
9. سد الذرائع.
10. مذهب الصحابي.
الثاني – مصادر المعرفة البشرية:
1. الحس والإدراك الحسي وأدواتها الحواس ومجالاتها المعارف الحسية.
2. العقل ومجالاتها المعارف وأسرار العلوم.
3. الإلهام ومجالاتها المعارف الوجدانية.
4. حكمة الأمم تجاربها في الماضي والحاضر ولكونها مقبولة ما لم تتعارض مع روح الإسلام.
أهم مميزات نظرية المعرفة الإسلامية:
1. المعرفة والعلوم جميعا مكتسبة وليست فطرية أي لا يولد الإنسان مزودا بها .
2. المعرفة تتعلق بالموجودات وأجسامها وحالتها وقيمها وهي مستقلة عن العقل والصور الذهنية ، والعقل أداة من أدواتها قد يكون تصوره لها صحيحا أو خاطئا.
3. الحقائق أنواع وهي مادية وروحية وفكرية وما يتعلق بها من أحكام وقيم وحكم.
4. تتنوع طرق الوصول إلى الحقائق وطرق دراستها بحسب نوعيات الحقائق.
5. تتنوع مصادر المعرفة بحسب نوعيات المعرفة و لا تقتصر على مصدر واحد.
6. إن قدرات الناس العلمية متفاوتة و محدودة بالنسبة لأدراك العلوم كلها أو بعضها.
7. المطلوب من الإنسان أساسا الاستمرار في طلب العلم ما استطاع إلى ذلك سبيلا في سبيل التقدم العلمي وتطوير الحياة والصناعات نحو الأفضل.
8. إن الإسلام يشجع على العلوم والمعارف وطلبها لتحقيق أهدافه.
9. تتفاوت العلوم والمعارف في نظر الإسلام بحسب قيمتها وضرورتها لحياة الإنسان الدينية والدنيوية والفردية والجماعة.
10. اهتمام نظرية المعرفة الإسلامية بالحكمة باعتبارها جزءا من المعرفة القيمة في حياة الإنسان.
الفصل الثالث
مشكلات التوجيه الإسلامي للعلوم ومعوقاته
أولا- غياب الوعي بأهمية التوجيه الإسلامي للعلوم.
ثانيا – غياب رؤية منهجية واضحة للتوجيه.
ثالثا – عدم توافر المناخ التحفيزي لهذا التوجيه.
رابعا – غياب موجهات علمية نموذجية علمية لكل علم من العلوم.
خامسا – غياب وجود سياسة تعليمية عامة ملزمة لهذا التوجيه.
سادسا – غياب روح المعلم المسلم ومقوماته الأساسية لدى معظم المعلمين.
سابعا – عدم توافر الوسائل التعليمية اللازمة للتوجيه.
ثامنا – غياب مؤسسات متخصصة لتوجيه العلوم.
تاسعا – خضوع الأنظمة والمناهج التربوية في كثير من البلاد لروح التربية الغربية .
أولا- غياب الوعي بأهمية التوجيه الإسلامي للعلوم.
1. أسبابه عدم أدراك أهمية هذا التوجه، أو عدم أدراك كل جانب من جوانب هذه الأهمية.
حل هذه المشكلة :
يتم حل هذه المشكلة بإزالة أسبابه . أذن حل هذه المشكلة يكون بإبراز كل جوانب أهميتها وتلك الجوانب.
ثانيا – غياب رؤية منهجية واضحة للتوجه الإسلامي للعلوم.
أسباب هذه المشكلة:
1. عدم وضوح طريق واضح يحقق الهدف، لأن عدمه يكون سببا للغوص والغموض يعرقل العمل ويثبط الهمم.
2. عدم وضوح الأهداف من العمل ، لأن الأهداف الواضحة من أسباب الاندفاع إليها.
حل هذه المشكلة:
1. وضع منهج واضح لتحقيق التوجه.
2. تحديد الأهداف من هذا المنهج.
ثالثا – عدم توافر المناخ التحفيزي لهذا التوجه.
أسباب هذه المشكلة:
1. عدم أدراك أهمية القضية، غياب روح التضحية من أجل القضية.
2. عدم تكوين القناعة التامة بالقضية على نحو يدفع المسؤلين إلى التحفيز إليها.
حل هذه المشكلة:
1. تكوين قناعة تامة بمدى أهمية القضية في بناء الأجيال المسلمة وتشكيل هوية إسلامية.
2. تحقيق كل ما يحتاج إليه التوجيه من الحوافز المادية والمعنوية والأدبية.
رابعا – غياب موجهات علمية نموذجية علمية لكل علم من العلوم ولكل وحدة معرفية.
أسباب هذه المشكلة:
1. عدم وجود ذلك فعلا من الناحية العملية.
2. عدم وجود إدارة من الجهة معينة تتبنى ذلك حاليا.
حل هذه المشكلة:
تكوين إدارة أو أن تتبنى جهة رسمية القضية بحيث تجند الكفاءات العلمية لوضع تلك المواجهات.
خامسا – غياب وجود سياسة تعليمية عامة ملزمة لهذا التوجه.
أسباب هذه المشكلة:
1. الأسباب التي أدت إلى مجيء العلمانية إلى البلاد الإسلامية ، ويدخل فيها المؤثرات الداخلية التي وقفت موقفا سلبيا من العلوم الكونية والاجتماعية في الماضي ،والمؤثرات الخارجية التي استغلت المؤثرات الداخلية وكونت كوادر بشرية للفصل بين الدين والعلوم وإبعاد المناهج من المواجهات الإسلامية.
2. استلاب العقول والمشاعر والعواطف الإسلامية واستعمارها.
3. عدم وجود جماعات إسلامية لديهم فكر ومنهج مقنعين ونفوذ قادر على التأثير على المسؤلين عن المناهج في المراحل التعليمية المختلفة.
حل هذه المشكلة:
يكون بإزالة العوامل السابقة وبتلافي كل ما من شأنه يثبط الهمم والعزائم وتفصيله.
1. إزالة الآثار العلمانية بالحوار وبيان أضرارها.
2. إيجاد جماعة وكوادر بشرية مقتنعة بالقضية وتعمل للتأثير على المسؤلين عن وضع برامج و مناهج تعليمية.
3. إنقاذ العقول والمشاعر والعواطف من استعمارها واستلابها.
سادسا – غياب روح المعلم المسلم ومقوماته الأساسية لدى معظم المعلمين.
أسباب هذه المشكلة:
1. عدم إعداد معلمين مسلمين تتوافر فيهم تلك الصفات.
2. عدم وجود دورأو كليات للمعلمين تهدف إلى إعداد أولئك المعلمين.
حل هذه المشكلة:
إيجاد كليات ومعاهد معلمين تهدف إلى إعداد ذلك النوع من المعلمين، وإعداد مناهج تحقق ذلك مع التوسع في تلك الكليات والمعاهد على نحو لا يتعين معلم في المدارس إلا بعد التخرج منها.
سابعا – عدم توافر الوسائل التعليمية اللازمة للتوجيه.
أسباب هذه المشكلة:
1. غياب وجود فنيين قادرين على صنع تلك الوسائل.
2. غياب مؤسسات خاصة تتبنى إيجادها.
3. غياب حوافز مادية لتحقيق ذلك.
حل هذه المشكلة:
1. أعداد فنيين في المؤسسة خاصة تنشأ لذلك.
2. توفير حوافز مادية ومعنوية دافعة إلى ذلك.
ثامنا – غياب مؤسسات متخصصة لتوجيه العلوم.
ذلك أن توجيه العلوم والمقررات لكل سنة من السنوات من حيث الأهداف ومن حيث طرق التدريس ووسائلها يحتاج إلى إعداد معلمين و تدريبهم على ذلك.
والعلاج يكون بإيجاد مثل هذه المؤسسة سواء في إطار وزارة المعارف أو بالتعاون معها، وتحديد أسس ومعايير لوضع هذا التوجيه موضع التنفيذ من الناحية العملية.
تاسعا – خضوع الأنظمة والمناهج التربوية في كثير من البلاد لروح التربية الغربية .
وهذا من المعوقات الكبيرة إذ إنها تحول دون نجاح هذا التوجيه لا على نطاق المجتمع فقط بل حتى على نطاق مؤسسات وأحيانا على نطاق الأفراد كذلك.
والعلاج : هو العمل الجاد والتعاون المثمر مع المقتنعين بالفكرة ومع الجهات الإدارية المقتنعة بقد الإمكان في مجال النشر أولاً، لأن وجود المادة العلمية المقنعة مؤثر في تعديل وجهات النظر الواقفة موقفا سلبيا بسبب عدم وجود القناعة أو بسبب التأثر بالعلمانية ، ولا بد من إيجاد حوارات ومناظرات علمية وبناءة لنشر الفكرة.
ملخص كتاب أساسيات التأصيل والتوجيه الإسلامي للعلوم والمعارف والفنون.للدكتور مقداد يالجن
أ.زهرة الخضاب
يتألف هذا الكتاب من 184 صفحة.
من 1- إلى172متن الكتاب.
من 173-إلى 178المصادر والمراجع.
من179- إلى 181الفهرس.
من 182- إلى 184 مؤلفات الدكتور يالجن.
طبع الكتاب في دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع بمدينة الرياض عام 1425هـ.
ويعد هذا الكتاب واحد من سلسلة كتاب تربيتنا للمؤلف رقم (10).
نبذه بسيطة عن المؤلف :
الدكتور مقداد يالجن الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية في الدراسات الإسلامية وأستاذ التربية الإسلامية بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية .ألف العديد من الكتب العلمية الإسلامية وقد ضمن البعض منها تجاربه ورحلاته الخاصة .
أهم مؤلفاته :
1- منهاج الدعوة إلى الإسلام في العصر الحديث، القاهرة، المطبعة المصرية، 1969م
2- فلسفة الحياة الروحية ،الرياض،دار عالم الكتب،1409هـ.
3- الطريق إلى العبقرية ،الرياض،دار الهدى،1407هـ.
4- مشكلات الحركات الإسلامية المعاصرة وطرق معالجتها ،دار عالم الكتاب ،الرياض ،تحت الطباعة .
5- العوامل الفعالة في النظم التربوية ووجوه الاستفادة منها تربيتنا،دار عالم الكتب،1415.
ويتكون هذا الكتاب من مقدمة والباب الأول وفيه فصلين والباب الثاني وفيه ثلاثة فصول.
الباب الأول وهو بعنوان المنطلقات الأساسية والتجارب السابقة وفيه:
1. الفصل الأول الأركان الأساسية لنجاح التأصيل والتجارب السابقة.
2. الفصل الثاني يتناول مفهوم التأصيل وأهدافه وأهميته ومجالاته وخطواته.
الباب الثاني أساسيات التوجيه الإسلامي للعلوم ويناقش ثلاثة فصول:
1. الفصل الأول مفهوم التوجيه الإسلامي وأهدافه وأبعاده.
2. الفصل الثاني يناقش أساسيات التوجيه الإسلامي للعلوم .
3. الفصل الثالث ويتناول مشكلات التوجيه الإسلامي للعلوم وطرق معالجتها ومشكلاته.
الباب الأول
الفصل الأول
أولا:الأركان التي يقوم عليها نجاح التأصيل
1. وجود روح التأصيل لدى القائمين بالتأصيل من المسئولين والباحثين والمعلمين.
2. وجود منهج للتأصيل يستخدمه القائم على التأصيل يتسم بالعلمية ومتفق عليه بين المعنيين بالتأصيل.
3. الوقوف على محتوى العلوم التي تكون بحاجة إلى تأصيل.
4. قناعة المؤصل بما يقوم به من التأصيل.
ثانيا:التجارب السابقة
يذكر المؤلف هنا مجموعة من التجارب الشخصية التي ساعدت على رسوخ روح التأصيل في نفسه، وهي تجارب في حقول عديدة تربوية وأخلاقية ونفسية وفلسفية وغيرها.
الفصل الثاني
الباب الأول:مفهوم التأصيل
أن تحديد المصطلحات في أي علم أمر في غاية الأهمية لكي يكون هذا المفهوم واضح عند المشتغلين في العلم ولا يسبب أي لبس أوغموض أو تداخل مع مصطلحات أخرى.وسنوضح الآن معايير التعريف الجيد.
1. أن يكون جامعا مانعا.
2. أن يحدد موضوعه بدقة.
3. أن يكون مختصر بقدر الإمكان.
4. ألا يذكر المعرف في التعريف.
5. يراعي مستوى المستفيدين في استخدام الكلمات والعبارات.
6. الانطلاق من المفاهيم اللغوية.
7. مراعاة إمكان اشتقاق تعريفات فرعية لمجالات أخرى ذات الصلة.
8. ذكر ميزته عن غيره من التعريفات ومقارنته بتلك التعريفات.
9. تحديد هدف الموضوع المعرف.
10. أن يكون هناك شيء من الصلة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي.
11. إبعاد الأمور الموضحة الشارحة من متن التعريف.
أهمية تحديد مصطلح التأصيل
? توفير الوقت والجهد للباحثين.
? تحفيز الباحثين لمسألة التأصيل وفق رؤية واضحة.
? ترشيد البحوث في ميادين التأصيل.
? ترشيد التقويم والتحكيم في البحوث التأصيلية.
? تقليل الاختلاف من المنطلقات المغايرة في الندوات والمناظرات.
تحديد مصطلحات التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية
وضعت مجموعة من المصطلحات التي ذكرها العلماء المهتمون بالتأصيل لربط بين الجانب الإسلامي والجانب المتعلق بالعلوم من أجل الدمج بينهما لتصبح الصبغة الإسلامية هي صبغة العلوم وهذه المصطلحات هي:
? أسلمه العلوم أوأسلمة المعرفة.
? التوجيه الإسلامي للعلوم أو توجيه العلوم الإنسانية وجهة أسلامية .
? صياغة العلوم صياغة أسلامية.
? تأصيل العلوم تأصيلا إسلاميا.
? أبراز الأسس الإسلامية التي تقوم عليها العلوم الاجتماعية.
? تأسيس العلوم الاجتماعية على الأصول الإسلامية .
? العودة بالعلوم إلى أصول الشريعة الإسلامية.
? بناء العلوم الاجتماعية على نهج الإسلام .
ثانياً:أهداف التأصيل
أهداف اللجنة الدائمة في التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية في عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:
1. بيان ما في الشريعة الإسلامية بعامة وما في القران الكريم والحديث الشريف بخاصة من مبادئ السلوك، محركات الدوافع، طبيعة الفطرة، وسنن الاجتماع، قواعد العمران، ومنهج التربية، وأسس العلاقات الاجتماعية التي تنظم أحوال البشر وتحدد طبيعة مجتمعاتهم وتجمعهم.
2. إحياء تراث المفكرين الاجتماعيين المسلمين والرواد لبيان مدى أصالتهم العلمية نظريا ومنهجيا، وميدانيا في مجال العلوم الاجتماعية ليكون للتأصل خلفيته الواضحة ولتتأكد الرؤية الحقيقة للإسلام الذي هو دين العلم والعمل، العقيدة، العبادة....النظر والتطبيق.
3. غرس الوعي الاجتماعي الإسلامي لدى الباحثين في العلوم الاجتماعية بعامة، ولدى طلاب الجامعات بخاصة على أساس أنهم الطلائع التي تحمل مشاعل العلم النافع حاضرا ومستقبلاً.
4. تصحيح رؤية الإنسان المسلم إلى واقعه الاجتماعي ، ومستواه الحضاري بحيث يؤدي فكره المستقيم هذا إلى وضوح رؤية إسلامية هادية تتأصل في وجدانه وتحدد فكره وسلوكه في علاقته بالله ، بالناس وبالمجتمع.
5. مناقشة مبادئ الشريعة الإسلامية باعتبارها أداة للإرشاد الفردي والتوجيه التربوي، والضبط الاجتماعي، وذلك من خلال إرسائها قواعد بين الإنسان نفسه، وبين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان وغيره من الكائنات ثم بين الإنسان وخالقه جل وعلا.
6. الإفادة- في إطار عملية التأصيل الإسلامي – من مناهج المفكرين المحدثين والمعاصرين في دراسة واقع الإنسان على ألا يكون المنهج مبنيا على فكرة الحادية مهينة لكرامة الإنسان مسقطة لقدره، كنظرية التطور وأصل الأنواع على أن تقوم دراسة النظم والأنساق الاجتماعية في المجتمع الإسلامي من خلال منهج إسلامي.
7. إذا كان المنهج الإسلامي هو أداة أو الطريقة لدراسة النظم والأنساق الاجتماعية في المجتمع الإسلامي في ضوء رؤية ناقدة لما أفرزه الفكر الغربي من نظريات وتعميمات اجتماعية فإن الهداف يتجاوز المنهج والموضوع إلى إبداع الباحث المسلم لقضايا وتعميمات تعبر عن المجتمع الإسلامي وواقعه ، لها صفة الجدة والابتكار ، بعيدة عن التقليد ،المحاكاة والتبعية.
8. الإفادة من عملية التأصيل في مجال الدعوة الإسلامية وذلك في إطار نظرة إسلامية لا شرقية و لا غربية... نظرة قوامها الحكمة والموعظة الحسنة، نظرة تكون المجادلة فيه بالتي هي أحسن.
وبهذا يكون للأعلام الإسلامي طبيعته المميزة، ونظرته القيمة الثابتة((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)).
9. تأسيس (المدرسة الإسلامية في العلوم الاجتماعية) وهي مدرسة في مجال العلوم الاجتماعية تستند في أهدافها ومناهجها وأساليبها النظرية والتطبيقية على مبادئ الإسلام وإحكامه.
10. الانطلاق في الدراسات التربوية والنفسية والاجتماعية من مبادئ وأصول إسلامية مستمدة من الكتاب والسنة والتراث الفكري للأمة الإسلامية.
11. تنقية العلوم الاجتماعية مما شابها من تصورات، مفاهيم واتجاهات منحرفة تنبثق من أصول وثنية أو يهودية أو نصرانية أو من مذاهب هدامة كالشيوعية والوجودية والإباحية، ويتم ذلك بالتقويم العلمي المبني على التصور الإسلامي الصحيح لتلك العلوم.
12. تنقية جميع ما يقدم لطلاب العلوم الاجتماعية في العالم الإسلامي مما يتعارض مع الإسلام لان ذلك يؤدي إلى تحقيق التربية الإسلامية الحقة ويبعد المناهج عن التناقضات الفكرية والانحرافات الناتجة عن غياب الفكر الاجتماعي الإسلامي والمدرسة الإسلامية في العلوم الاجتماعية.
13. تقديم الفكر الإسلامي النقي في مجالات العلوم الاجتماعية للعالم أجمع بالأسلوب المناسب حتى يعرف أصحاب المذاهب الاجتماعية والنفسية والتربوية الأخرى ما تتميز به المدرسة الإسلامية من سمات وخصائص عظيمة منبثقة من عظمة الدين الإسلامي وسموه وقدرته على إيجاد الحلول لكل المشكلات التي تواجه الإنسان في كل عصر ومصر.
14. مواجهة النظريات والأفكار الغربية والشرقية التي لاتتفق مع الإسلام بفكر إسلامي أصيل وواضح مما يؤدي بالضرورة إلى حماية المجتمعات الإسلامية من تلك الأفكار والنظريات المنحرفة ،ولن يتم هذا بالرفض المطلق للفكر الغربي أو الشرقي ،وإنما يتم بتقديم البديل الإسلامي ،وإبراز مواطن الإبداع والتفوق فيه.
15. فتح أفاق الإبداع والتفوق أمام الباحثين الاجتماعيين المسلمين، وذلك بإنقاذهم من التبعية الفكرية، وإمدادهم بالأصول الإسلامية للعلوم الاجتماعية مما يجعل لأبحاثهم تميزا في المنهج وأسلوب المعالجة.ويعطيها صفة الجدة والابتكار لا مجرد التقليد والتبعية لمدراس العلوم الاجتماعية في الشرق أو الغرب.
16. إجراء الدراسات الواقعية عن العالم الإسلامي في مجالات الاجتماع والتربية وعلم النفس للوقوف على واقع هذا العالم ومشكلاته ، وتقديم الحلول الإسلامية لتلك المشكلات، مما يؤدي إلى التأصيل الإسلامي لتلك العلوم بهدف تقديم الحلول المناسبة المنسجمة مع العقيدة الإسلامية المستمدة من أصولها.
17. تكوين الشخصية الإسلامية القوية المستقرة التي ربيت على مبادئ الإسلام في التربية واكتسبت الاستقرار النفسي من مبادئ الإسلام النفسية والتي تتعامل مع الآخرين وفق التوجيهات الاجتماعية الإسلامية، وبذا تتحول تلك العلوم إلى سلوك وتعامل
18. إعداد المعلم والباحث والمفكر المسلم وبناء شخصية كل منهم ، وتكوين فكره وفقا للتصور الإسلامي للكون والإنسان والحياة بحيث تتحقق قدراتهم في تربية النشء تربية صحيحة ،وتوجيه المجتمع توجها سلميا ينسجم مع مبادئ الإسلام ومثله العليا وقيمه الحضارية.
19. الإفادة من معطيات العلوم الاجتماعية – بعد تنقيتها – في مجالات الدعوة الإسلامية ومحاربة الغزو الفكري للعالم الإسلامي.
ثالثاً:مجالات التأصيل وميادينها
أهم العلوم الاجتماعية التي تحتاج إلى التأصيل :
1. علوم التربية.
2. علم النفس.
3. علم الاجتماع.
4. التاريخ.
5. الحضارة.
6. الحقوق الاجتماعية.
7. الخدمة الاجتماعية.
8. علم الاقتصاد.
9. الثقافة.
10. السياسة.
11. الدراسات الأدبية والفنية والإعلامية.
الباب الثاني
الفصل الأول
مفهوم التوجيه الإسلامي للعلوم وأهدافه ومجالاته وأبعاده وأهميته
أولاً: مفهوم التوجيه الإسلامي للعلوم.
أ-معنى التوجيه لغة.
1. وجه الشئ في اللغة مستقبله ، وهذا المعني ورد في قوله تعالى (( فأينما تولوا فثم وجه الله)) ويقال وجه النخلة إذا غرسها وأقامها ويقال كذلك وجهه أي أرسله ويمكن تلخيص أهم المعاني اللغوية من هذا العرض اللغوي لهذه الكلمة فيما يلي:
2. تصير الشيء وإدارة الشيء إلى الجهة التي يراد أن يتجه إليه.
3. تحريكه إلى المسلك أو الطريق الذي يراد أن يسلك فيه.
4. غرس الشيء.
5. إقامة الشيء وتعديله على نحو معين.
ب- المعنى الاصطلاحي لكلمة التوجيه.
مجموعة من المعارف المتجانسة ذات موضوع واحد وله أسسه وقواعده ومبادئه.
ج- مفهوم التوجيه الإسلامي للعلوم.
التعريف الأول: إعادة صياغة هذه العلوم (العلوم التجريبية) على النحو الذي يخلصها مما يمكن تسميته بالروح العلمانية السائدة.... وعلى النحو الذي يعيد صلتها بالخالق أو الذي يخدم أغراض الثقافة الإسلامية (( وينسجم مع أصولها الإيمانية أو العقيدية ومع فروعها ومكوناتها))
التعريف الثاني: قدم ثلاث تعريفات للعلوم التطبيقية وهي ثلاث:
أ- توجيه ما يؤدي إليه العلم من نتائج الابتكارات والاختراعات في مجال الخير و النفع وإسعاد المجتمع وتعميره)).
ب- العودة إلى التراث العلمي للرعيل الأول من المسلمين في مجال العلوم التطبيقية كالفلك والهندسة .. وجهودهم البناءة في إرساء قواعد هذه العلوم وذلك لوصل الماضي التراثي بالحاضر التقني.
ت- تجلية العديد من آيات الإعجاز العلمي للقران الكريم والتي أصبحت الآن حديث العلماء في العالم.
التعريف الثالث: إعادة النظر في الدراسات العلمية بعامة والإنسانية منها بخاصة وتأصيلها وفق ثوابت الفكر الإسلامي وصيانتها في إطار الإسلام.
التعريف الرابع: التوجه نحو العمل لإزالة كل ما تثيره هذه العلوم من تقليل شأن الإسلام في مفهوم العلم وما تحمله من اعتراضات على منهجه فيه أو تناقضات في نصوصه وتشريعاته ،وفلسفته وتوجيهاته وإزالة كل لبس وغموض حول مسائله وقضاياه الذي أحدثه تصور جاهل بالدين أو عدو حاقد على الإسلام والمسلمين.
تعريف الخامس: تحديد مفهوم مجال التوجيه الإسلامي للعلوم ويرى صاحب هذا التعريف أنه ليس من الضروري التوقف عند المصطلحات والاختلافات الواقعة فيها بل ينبغي تحديد المحتوى أو المضمون والعمل في إطاره وحدد مضمون أو مكونات مفهوم التوجيه في النقاط الآتية:
1. استنباط التصور الإسلامي للإنسان والمجتمع والكون من المصادر الشرعية (الكتاب والسنة الصحيحة، وإسهامات علماء المسلمين).
2. استيعاب العلوم الاجتماعية الحديثة، ونقدها في ضوء هذا التصور الإسلامي.
3. بناء نسق علمي متكامل يضم ما صح من نتائج العلوم الحديثة ووضعه في إطار التصور الإسلامي للإنسان والمجتمع والكون.
4. اختبار ذلك النسق العلمي في أرض الواقع للتحقق من صدق هذا الاجتهاد البشري.
ثانياً:أهداف التوجيه الإسلامي للعلوم.
لقد حدد بعض الدارسين هذه الأهداف على النحو الآتي:
1. تصحيح مفهوم العلم في الإسلام.
2. التحرر من العبودية الفكرية.
3. تحقيق التناسق بين المادة والروح أو عالم الشهادة وعالم الغيب.
4. إعادة ثقة العالم الإسلامي بنفسه.
أهم أهداف التوجيه الإسلامي للعلوم ما يلي:
1. تدعيم الإيمان والقيم الإسلامية والدفاع عنها بالعلوم.
2. تحقيق ضمان استخدام العلوم في الخير لا في الشر.
3. إرشاد المتعلمين من البداية إلى تعليم العلوم من أجل أهداف إنسانية وإسلامية سامية.
4. الاستعانة بها لتحقيق أهداف التربية الإسلامية في بناء شخصية المسلم والأمة والحضارة والإسلامية.
5. تقرير المقررات العلمية من حيث الكم والكيف بحسب قيمها وأهميتها في نظر الإسلام.
6. ضمان سلامة سير التقدم العلمي والحضاري للأمة في ضوء الإسلام.
7. إرشاد الدراسات العلمية بالإسهامات التراثية لعلماء المسلمين.
8. تنمية العلوم وتطويرها وتطوير مناهجها في ضوء القيم الإسلامية.
9. توجيه استخدامات تلك العلوم في قضايا تخدم نشرة الدعوة الإسلامية.
10. إرشاد المعلمين والباحثين إلى أساليب تنقية تلك العلوم مما يتعارض مع العقيدة والقيم الإسلامية.
ثالثاً: مجالات التوجيه الإسلامي للعلوم
هناك مجالات كثيرة كلية وجزئية، أما المجالات الكلية فهي باختصار:
1. توجيه العلوم الاجتماعية والإنسانية.
2. توجيه العلوم الطبيعية.
3. توجيه الدراسات الأدبية والفنية.
4. توجيه العلوم الإسلامية الشرعية.
5. توجيه المعارف العامة.
أما المجالات الجزئية فأنها تشمل كل فكرة وكل صنعة وكل فن يخالف القيم الإسلامية ينبغي توجيهها وتصحيحيها في ضوء القيم الإسلامية وتوجهاتها.وذلك بوضع معايير لذلك بها يزن الناس أفكارهم وتصرفاتهم وفي ضوئها أيضا تقوم الأفكار والأعمال العلمية والفنية.
رابعا: أبعاد التوجيه الإسلامي للعلوم
وأهم الأبعاد هي الآتية:
1. توجيه نظم التعليم والتربية في البلاد الإسلامية.
2. توجيه مناهج وطرق التدريس والوسائل التعليمية.
3. توجيه أهداف تحصيل العلوم والأهداف العامة والأهداف الخاصة.
4. توجيه كل المعارف والمهن التي تحتاج إليها الأمة.
5. توجيه مضامين العلوم أو محتوياتها.
6. توجيه وجوه استخدام العلوم والمعارف والفنون.
7. توجيه طرق البحث أو طرق الوصول إلى الحقائق والمعارف المختلفة.
خامسا: أهمية التوجيه الإسلامي للعوم والفنون
1. أنه يؤدي إلى تنمية الإيمان في نفوس الدارسين.
2. أنه يؤدي إلى تدعيم القيم الإسلامية في نفوس الدارسين.
3. أنه يؤدي إلى تحسين مقاصد الدارسين من التعلم والتعليم.
4. أنه يؤدي إلى ترشيد طرق التدريس وترشيد طرق البحث.
5. أنه يؤدي إلى إثارة الهمم العالية وتفجير الطاقات المعنوية لدى الدارسين.
6. أنه يؤدي إلى التقدم العلمي.
7. أنه يؤدي إلى الانتفاع من التراث العلمي الإسلامي والحضاري لعلماء الإسلام.
8. أنه سوف يؤدي إلى وضع معايير في ضوء القيم الإسلامية.
9. أنه يؤدي إلى الإضافة إلى تلك العلوم إما إلى المحتوى أو إلى طريقة البحث أو التدريس أو إلى وجوه الاستفادة منها في مجال الدين والدنيا.
10. أنه يؤدي إلى تكوين شخصيات الأجيال المسلمة.
الفصل الثاني
أساسيات التوجيه الإسلامي للعلوم
الأساس الأول- نظرية المعرفة الإسلامية.
مفهوم نظرية المعرفة وأهميتها:
وعرفها البعض بأنها(( دراسة منهجية منظمة لقضية العلم،أو مسألة المعرفة بدراسة ماهية المعرفة وأمكانها وطبيعتها وطرق الوصول إليها وقيمتها وحدودها)).
وأما تعريف المؤلف لها بعد استعراض مجموعة من التعاريف ((هي مجموعة من المواقف والآراء والمبادئ والأحكام المتناسقة والمتعلقة بالعلوم والمعارف وتفسيرها من منظور أسلامي))
مظاهر اهتمام الإسلام بالعلوم والمعارف بصفة عامة.
1. أن القران الكريم قد ذكر العلم والمعرفة ومشتقاتها في نحو تسعمائة موضع من القران الكريم.
2. لم يسو الإسلام بين العالم والجاهل . كما ذكر في القران الكريم.
3. اشترط العلم أساسا لقبول العقيدة والعبادات.
4. جعل التعلم والتعليم واجبا للجميع.
إمكانية المعرفة
هناك ثلاثة اتجاهات في إمكانية معرفة الحقيقة.
1. معرفة الحقائق ممكنة،ويقولون : الحقيقة أو المعرفة لهما وجود في الطبيعة وأن الحقيقة عبارة عن تصور عقلي لها.
2. أن المعرفة الحقيقة غير ممكنة ، ويسمى بعضهم هذا الاتجاه اتجاه (الشكاك) وبعضهم يسميه اللاأدريين وعرف هؤلاء قديما عند اليونانيين ب(السوفسطائيين).
3. يري أن الحقائق ممكنة عقلياً ،ولكن ليس لها وجود خارج العقل ويمثل ذلك سقراط وأفلاطون.
أما الأمر في نظر الإسلام حسب تصور المؤلف فإن المعرفة لا يولد الإنسان بها ولكن يتعلمها بعد الولادة والدليل والصريح على ذلك من القران قوله تعالى (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا)
كيفية الوصول إلى الحقائق:
1. الحواس.
2. العقل.
3. الحدس.
تعريف العلم والمعرفة:
إدراك الأشياء والأمور على ما هي عليه دون إضافة أو نقصان سواء كانت الأشياء حية أو غير حية ،دينية أو أخلاقية أو أحكاماً أو تشريعات.
أنواع المعرفة
النوع الأول – معرفة عادية – عامية
وهي المعلومات الجزئية المتعلقة بالميادين المختلفة يكونها الإنسان من خلال مشاهداته وتجاربه وعلاقاته العامة في هذه الحياة.
النوع الثاني – معرفة علمية
وهي التي يصل إليها الإنسان عن طريق دراسة منظمة وملاحظة دقيقة أو أتخاذ منهج معين كمنهج التجربة أو الاستنباط، ثم لا تكون ظنية أو شخصية.
تعريف الغزالي للعلم: بأنه ينكشف فيه المعلوم انكشافا لا تبقى معه ريبة و لا يقارنه مكان الغلط ، ولا يتسع القلب تقدير ذلك بل الأمان من الخطأ وينبغي أن يكون مقارنا لليقين مقارنة لا تجدي بإظهار بطلانه ، مثلا من يقلب الحجر ذهبا أو العصا ثعبانا لم يورث ذلك شكا أو إنكارا.
أنواع العلوم وتصنيفها
تصنيف أرسطو:
1. علوم نظرية كالرياضيات والطبيعيات.
2. علوم أدبية (شعرية ) مثل البلاغة والشعر والجدل.
3. علوم علمية: مثل الأخلاق والاقتصاد والسياسة.
تصنيف ابن سينا:
1. علوم نظرية كالعلوم الرياضية، والعلم الطبيعي، والعلم الإلهي.
2. علوم علمية: وهي الأخلاق وتدبير المنزل وتدبير المدينة (السياسة).
تصنيف ابن خلدون:
1. العلوم العقلية: علم المنطق، علم الرياضي، العلم الطبيعي، العلم الإلهي، ويتفق مع ابن سينا في إدخال العلم الإلهي في العلوم العقلية.
2. العلوم النقلية: ( الشرعية التفسير، علم الفقه ، علم الفرائض ، أصول الفقه ، علم الكلام).
تصنيف آمير:
1. العلوم الكونية، الماديات الحسية).
2. العلوم المعنوية (الفكر وآثاره).
تصنيف أو جست كونت:
1. علم الرياضيات.
2. علم الفلك.
3. علم الفيزياء.
4. علم الكيمياء.
5. علم الإحياء.
6. علم الاجتماع.
طرق الوصول إلى الحقائق بصفة عامة
1. طريقة التأمل والتفكر والاستنباط العقلي.
2. طريقة الحدس والمشاهدة.
3. طريقة البحث والتجربة العلمية.
4. طريق الله:
أ- طريق التعليم والتوفيق والهداية.
ب- طريق الكشف والإلهام.
ت- طريق الوحي.
ث- طريق الحدس والوجدان أو القلب.
طرق دراسة الحقائق
مصادر المعرفة من منظور الإسلام:
تنقسم هذه المصادر من هذا المنظور بصفة عامة إلى قسمين أساسيين:
الأول – مصادر المعرفة الإسلامية التشريعية:
1. القران.
2. السنة.
3. الإجماع.
4. القياس.
5. المصالح المرسلة.
6. الاستحسان.
7. العرف.
8. شرع من قبلنا.
9. سد الذرائع.
10. مذهب الصحابي.
الثاني – مصادر المعرفة البشرية:
1. الحس والإدراك الحسي وأدواتها الحواس ومجالاتها المعارف الحسية.
2. العقل ومجالاتها المعارف وأسرار العلوم.
3. الإلهام ومجالاتها المعارف الوجدانية.
4. حكمة الأمم تجاربها في الماضي والحاضر ولكونها مقبولة ما لم تتعارض مع روح الإسلام.
أهم مميزات نظرية المعرفة الإسلامية:
1. المعرفة والعلوم جميعا مكتسبة وليست فطرية أي لا يولد الإنسان مزودا بها .
2. المعرفة تتعلق بالموجودات وأجسامها وحالتها وقيمها وهي مستقلة عن العقل والصور الذهنية ، والعقل أداة من أدواتها قد يكون تصوره لها صحيحا أو خاطئا.
3. الحقائق أنواع وهي مادية وروحية وفكرية وما يتعلق بها من أحكام وقيم وحكم.
4. تتنوع طرق الوصول إلى الحقائق وطرق دراستها بحسب نوعيات الحقائق.
5. تتنوع مصادر المعرفة بحسب نوعيات المعرفة و لا تقتصر على مصدر واحد.
6. إن قدرات الناس العلمية متفاوتة و محدودة بالنسبة لأدراك العلوم كلها أو بعضها.
7. المطلوب من الإنسان أساسا الاستمرار في طلب العلم ما استطاع إلى ذلك سبيلا في سبيل التقدم العلمي وتطوير الحياة والصناعات نحو الأفضل.
8. إن الإسلام يشجع على العلوم والمعارف وطلبها لتحقيق أهدافه.
9. تتفاوت العلوم والمعارف في نظر الإسلام بحسب قيمتها وضرورتها لحياة الإنسان الدينية والدنيوية والفردية والجماعة.
10. اهتمام نظرية المعرفة الإسلامية بالحكمة باعتبارها جزءا من المعرفة القيمة في حياة الإنسان.
الفصل الثالث
مشكلات التوجيه الإسلامي للعلوم ومعوقاته
أولا- غياب الوعي بأهمية التوجيه الإسلامي للعلوم.
ثانيا – غياب رؤية منهجية واضحة للتوجيه.
ثالثا – عدم توافر المناخ التحفيزي لهذا التوجيه.
رابعا – غياب موجهات علمية نموذجية علمية لكل علم من العلوم.
خامسا – غياب وجود سياسة تعليمية عامة ملزمة لهذا التوجيه.
سادسا – غياب روح المعلم المسلم ومقوماته الأساسية لدى معظم المعلمين.
سابعا – عدم توافر الوسائل التعليمية اللازمة للتوجيه.
ثامنا – غياب مؤسسات متخصصة لتوجيه العلوم.
تاسعا – خضوع الأنظمة والمناهج التربوية في كثير من البلاد لروح التربية الغربية .
أولا- غياب الوعي بأهمية التوجيه الإسلامي للعلوم.
1. أسبابه عدم أدراك أهمية هذا التوجه، أو عدم أدراك كل جانب من جوانب هذه الأهمية.
حل هذه المشكلة :
يتم حل هذه المشكلة بإزالة أسبابه . أذن حل هذه المشكلة يكون بإبراز كل جوانب أهميتها وتلك الجوانب.
ثانيا – غياب رؤية منهجية واضحة للتوجه الإسلامي للعلوم.
أسباب هذه المشكلة:
1. عدم وضوح طريق واضح يحقق الهدف، لأن عدمه يكون سببا للغوص والغموض يعرقل العمل ويثبط الهمم.
2. عدم وضوح الأهداف من العمل ، لأن الأهداف الواضحة من أسباب الاندفاع إليها.
حل هذه المشكلة:
1. وضع منهج واضح لتحقيق التوجه.
2. تحديد الأهداف من هذا المنهج.
ثالثا – عدم توافر المناخ التحفيزي لهذا التوجه.
أسباب هذه المشكلة:
1. عدم أدراك أهمية القضية، غياب روح التضحية من أجل القضية.
2. عدم تكوين القناعة التامة بالقضية على نحو يدفع المسؤلين إلى التحفيز إليها.
حل هذه المشكلة:
1. تكوين قناعة تامة بمدى أهمية القضية في بناء الأجيال المسلمة وتشكيل هوية إسلامية.
2. تحقيق كل ما يحتاج إليه التوجيه من الحوافز المادية والمعنوية والأدبية.
رابعا – غياب موجهات علمية نموذجية علمية لكل علم من العلوم ولكل وحدة معرفية.
أسباب هذه المشكلة:
1. عدم وجود ذلك فعلا من الناحية العملية.
2. عدم وجود إدارة من الجهة معينة تتبنى ذلك حاليا.
حل هذه المشكلة:
تكوين إدارة أو أن تتبنى جهة رسمية القضية بحيث تجند الكفاءات العلمية لوضع تلك المواجهات.
خامسا – غياب وجود سياسة تعليمية عامة ملزمة لهذا التوجه.
أسباب هذه المشكلة:
1. الأسباب التي أدت إلى مجيء العلمانية إلى البلاد الإسلامية ، ويدخل فيها المؤثرات الداخلية التي وقفت موقفا سلبيا من العلوم الكونية والاجتماعية في الماضي ،والمؤثرات الخارجية التي استغلت المؤثرات الداخلية وكونت كوادر بشرية للفصل بين الدين والعلوم وإبعاد المناهج من المواجهات الإسلامية.
2. استلاب العقول والمشاعر والعواطف الإسلامية واستعمارها.
3. عدم وجود جماعات إسلامية لديهم فكر ومنهج مقنعين ونفوذ قادر على التأثير على المسؤلين عن المناهج في المراحل التعليمية المختلفة.
حل هذه المشكلة:
يكون بإزالة العوامل السابقة وبتلافي كل ما من شأنه يثبط الهمم والعزائم وتفصيله.
1. إزالة الآثار العلمانية بالحوار وبيان أضرارها.
2. إيجاد جماعة وكوادر بشرية مقتنعة بالقضية وتعمل للتأثير على المسؤلين عن وضع برامج و مناهج تعليمية.
3. إنقاذ العقول والمشاعر والعواطف من استعمارها واستلابها.
سادسا – غياب روح المعلم المسلم ومقوماته الأساسية لدى معظم المعلمين.
أسباب هذه المشكلة:
1. عدم إعداد معلمين مسلمين تتوافر فيهم تلك الصفات.
2. عدم وجود دورأو كليات للمعلمين تهدف إلى إعداد أولئك المعلمين.
حل هذه المشكلة:
إيجاد كليات ومعاهد معلمين تهدف إلى إعداد ذلك النوع من المعلمين، وإعداد مناهج تحقق ذلك مع التوسع في تلك الكليات والمعاهد على نحو لا يتعين معلم في المدارس إلا بعد التخرج منها.
سابعا – عدم توافر الوسائل التعليمية اللازمة للتوجيه.
أسباب هذه المشكلة:
1. غياب وجود فنيين قادرين على صنع تلك الوسائل.
2. غياب مؤسسات خاصة تتبنى إيجادها.
3. غياب حوافز مادية لتحقيق ذلك.
حل هذه المشكلة:
1. أعداد فنيين في المؤسسة خاصة تنشأ لذلك.
2. توفير حوافز مادية ومعنوية دافعة إلى ذلك.
ثامنا – غياب مؤسسات متخصصة لتوجيه العلوم.
ذلك أن توجيه العلوم والمقررات لكل سنة من السنوات من حيث الأهداف ومن حيث طرق التدريس ووسائلها يحتاج إلى إعداد معلمين و تدريبهم على ذلك.
والعلاج يكون بإيجاد مثل هذه المؤسسة سواء في إطار وزارة المعارف أو بالتعاون معها، وتحديد أسس ومعايير لوضع هذا التوجيه موضع التنفيذ من الناحية العملية.
تاسعا – خضوع الأنظمة والمناهج التربوية في كثير من البلاد لروح التربية الغربية .
وهذا من المعوقات الكبيرة إذ إنها تحول دون نجاح هذا التوجيه لا على نطاق المجتمع فقط بل حتى على نطاق مؤسسات وأحيانا على نطاق الأفراد كذلك.
والعلاج : هو العمل الجاد والتعاون المثمر مع المقتنعين بالفكرة ومع الجهات الإدارية المقتنعة بقد الإمكان في مجال النشر أولاً، لأن وجود المادة العلمية المقنعة مؤثر في تعديل وجهات النظر الواقفة موقفا سلبيا بسبب عدم وجود القناعة أو بسبب التأثر بالعلمانية ، ولا بد من إيجاد حوارات ومناظرات علمية وبناءة لنشر الفكرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تكرما ادعمنا بالتعليق