الطريقة الأولى: من أساليب غرس القيم بالمشاريع
من أساليب غرس القيم حسب وجهة نظر خبراء مناهج وطرق التدريس والتربية وعلم النفس التالي:
1- أسلوب "طريقة " المشروع :
تقوم هذه الطريقة على اختيار مشروع ما ,والعمل على هذا المشروع وانجازه بشكل جماعي , بحيث يصبح لك فرد دوراً فيه من ناحية التخطيط والتنفيذ والتقويم ,ولها عدة مراحل :
المرحلة الأولى : اختيار المشروع
بحيث يتم اختيار قضية أو قيمة معينة أو مشروع ينمي قيماً عديدة , ويكون في حدود إمكانياتهم ويمس جانباً من حياتهم .
المرحلة الثانية : وضع الخطة
وهو وضع خطة تفصيلية للمشروع ,متضمنة تحديد أهداف المشروع , والنشاطات اللازمة لتنفيذه , ومن ثم توزيع الأدوار بين الأفراد أو المجموعات الطلابية , وتحديد الأدوات اللازمة لتنفيذه .
المرحلة الثالثة : تنفيذ خطوات المشروع
في هذه المرحلة يتابع المعلم تنفيذ خطوات المشروع مع إعطاء الطلاب الاهتمام , من خلال مشاركتهم في إيجاد الحلول للمشكلات التي يواجهونها , ولا يقتصر دوره فقط على ما ذكر بل لابد من تحفيزهم على العمل وينمي روح التعاون بينهم والعمل الجماعي .
المرحلة الرابعة : تقويم المشروع
هنا تتم المناقشة بين المعلم وطلابه على ما تم انجازه وتقويمه من حيث مدى تحقيق الأهداف المطلوبة والمحددة , وسلوكيات المجموعة , والوقت الذي تم انجاز المشروع فيه .
2- أسلوب المناقشة و الحوار :
يتم العمل بهذه الطريقة على فكرة طرح المعلم قضية أو مسألة أو قيمة تربوية مهمة حيث يحاور المعلم طلابه ويناقشهم , وتناول الطلاب الآراء والأفكار بالمناقشة والتحليل .
من خلال النقاش والحوار فإنه يؤدي إلى تعلم سلوكيات وقيم إيجابية مرغوب فيها حيث قد استخدم الرسول e الحوار في كثير من المواقف لغرس القيم النبيلة في نفوس أصحابه .
مما يجدر بالذكر أن أسلوب الحوار والمناقشة تنقل الطالب من التعلم الغير مرغوب فيه أو السلبي إلى المشاركة الفعالة الإيجابية في إبداء الرأي مما يؤدي إلى تعزيز القناعة بالقيمة التي يتبناه الفرد لأنها نمت في جو من المناقشة والحوار.
3- أسلوب لعب الأدوار ( الألعاب والتمثيليات ) :
تستخدم هذه الطريقة الألعاب أو التمثيليات كمصادر تعليمية يستفاد منها في غرس القيم و تعليمها . فاللعب هو نشاط موجه حر يمارسه الأطفال للتسلية , ويحاول الكبار استثماره في تنمية سلوك الأطفال , ونورد مثال على ذلك مثل اللعب الجماعي فهو يتضمن دوراً محدداً لكل فرد ,وله قواعد وقوانين لتحقيق أهداف معينة , فعن طرق اللعب يتعلم الطالب احترام النظام والقانون , وتنمي لديه حب التعاون والتخطيط والرغبة في العمل الجماعي ويتقبلون النقد ... .
وقد ذكر الحيلة . تعريف معاجم اللغة العربية للعب "بأنه فعل يرتبط بعمل لا يجدي أو الميل إلى السخرية بل هو نشاط ضد الجد" حيث جاء في القرآن الكريم قال تعالى: وَذَرِ الّذِينَ اتّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً [ الأنعام: 70] . وفي موضع آخر قال تعالى: فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ [ الزخرف: 83].
وكذلك جاء معنى اللعب هنا بالتسلية والاستمتاع على لسان إخوة يوسف لأبيهم قال تعالى: أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ [ يوسف: 12]. أما في مصطلح العلوم الإنسانية والاجتماعية فقد أشار اشتي ) هو : " اشتراك الفرد في نشاط رياضي أو ترويحي , واللعب قد يكون حراً , أي يتأتى عن واقع طبيعي , كما قد يكون منظماً ويسير بموجب القوانين والأنظمة والمعترف بها ".
ومن التعاريف التي توضح أن اللعب ما هو إلا وسيلة لإعداد الطفل للحياة المستقبلية فقد ذكر .(رمضان وشعلان وعلي . " اللعب هو الوسيلة التي تنتجها الطبيعة في تربية الفرد وإعداد الحياة "
الألعاب التربوية : هي نشـــاط منظــــم منطـقــياً حيث يبــذل فيه اللاعبــون مجهوداً كبيراً ويتفاعلون معاً بحيث تتحقق الأهـــداف المحـــددة أو المقصـــودة منه وفـق قـوانين وقــواعــد قد وضعـت مسبــقاً .
الأهداف التي تسعى الألعاب التربوية إلى تحقيقها :
وقد ذكر الحيلة أن الألعاب التربوية تسعى لتحقيق الأهداف التالية :
-مساعدة الطفل على التعلم , واستكشاف العالم الذي يعيشه .
-تنمي الجوانب المعرفية للطفل والنواحي الاجتماعية , والوجدانية .
-كما تساعد الأطفال على التخلص من التوترات النفسية المختلفة , وحل مشكلاتهم .
-وكذلك تساعد الطفل في تنمية القدرة التعبيرية .
-وتساعد الألعاب كذلك في النمو الجسمي المتوازن.
- وتنمي الإبداع أو الفكر الإبداعي والابتكار عند الأطفال .
-تساعد على اكتشاف مشاعر الأطفال واتجاهتم وقيمهم ومدركاتهم .
من ورقة عمل للدكتورة خلود عبداللطيف .
- من الأهداف التربوية للعلب زيادة الدافعية لدى المتعلمين للتعلم .
- وتقوية الحواس مثل : (السمع والبصر) .
-القضاء على المــلل الروتيني .
شروط اللعبة التربوية :
إن استثمار الألعاب التربوية يتطلب شروطاً حتى تحقق النتائج المرجوة منها فلابد من مراعاتها فقد ذكر الحيلة . نقلاً من عبداللطيف وآخرون وهي كالتالي:
-اختيار الألعاب على حسب القدرات العقلية للأطفال .
-اختيار الألعاب بحيث تتناسب مع المكان والزمان والمدة المقررة للعب .
ومن ورقة عمل أضافت الدكتورة خلود
-أن تكون أهداف النشاط مجددة واللعبة ومثيرة وممتعة.
-أن تكون قواعدها واضحة وسهله.
-أن يشعر الطالب بالحرية والاستقلالية عند اللعب.
أنواع اللعب والألعاب التربوية :
للألعاب التربوية أنواع عدة ولكن سوف أتطرق لما يخص ما بعد الروضة أو ما يشمل طلابنا من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية فقط وهي كما أوردها الحيلة . وهي كالتالي:
أولاً : اللعب البدني
وهي من أكثر الأنواع شيوعاً لدى الأطفال وهي على النحو التالي:
أ-اللعب الخشن :
وعادة يتميز به الذكور أكثر من الإناث وخاصة في مرحلة الطفولة الوسطى والمتأخرة حيث يعمد الأطفال في هذه المرحلة إلى اختبار قدراتهم البدنية عن طريق ألعاب تتصف بالخشونة مثل المصارعة والاشتباك بالأيدي وقذف الكرات ,وغالباً ما يرافق هذا النوع من اللعب الانفعالات الحادة كالصراخ والكيد للآخرين والإيقاع بهم .
ب-اللعب الجماعي :
مع تطور الطفل ونموه يتحول من اللعب الفردي إلى اللعب الجماعي التنافسي والتي تعرف بالعاب الفريق وكذلك الثنائية ,حيث ينصب اهتمام الطفل حول المهارة والتفوق ومن الألعاب المنظمة ( كرة القدم , اليد , الطائرة) ومن الألعاب الثنائية (كرة الطاولة).
ثانياً : اللعب التمثيلي :
هنا يرتبط اللعب التمثيلي على قدرة الطفل على التفكير الرمزي , وهنا يتضح بقيام الطفلة بإرضاع دميتها والتجول بها ...., وفي نشاط اللعب التمثيلي يقوم الطفل بتقمص شخصيات الكبار ويعكس نماذج الحياة الإنسانية والمادية من حوله .
ثالثاً : التركيبي البنائي :
ففي سن السادسة للطفل هنا يبدأ باستخدام المواد بطريقة محددة وملائمة في البناء والتشييد , بينما قبل سن السادسة للطفل تكون على حسب الصدف لأنه يضعها بشـكل متـجاور , وإذا شكلت له شيء مألوف فإنه يشعر بالسعادة , وينمو البناء التركيبي للأطفال مع مراحل نموه حيث يكون في عمل العجينة على شكل جبال وكذلك القص و اللزق والألوان , أما في الطفولة المتأخرة يصبح هناك تطور ليصبح نشاط جماعي وأكثر تنوعاً وتعقيداً مثل بناء الخيام , والألعاب المنزلية ,وتصميم نماذج بالصلصال وما إلى ذلك .
رابعاً : الألعاب الفنية
حيث تتمثل الألعاب الفنية في النشاطات التعبيرية الفنية النابعة من الوجدان , والتذوق الجمالي , والإحساس الفني , ومن النشاطات المعبرة عن هذه الألعاب هي : الرسم وهي من أكثر الأنشطة التي تدل على التألق الإبداعي عندهم .
خامساً : الألعاب الثقافية
يقصد بها النشاطات التي تثير اهتمام الفرد والتي تلبي احتياجاته وحب الاستطلاع لديه والمتمثلة في رغبته بالمعرفة واكتساب المعلومات والتعرف على العالم المحيط به , واغلب هذه النشاطات ما تكون ذهنية كالمطالعة , أو مشاهدة البرامج المسرحية أو التلفازية , فهي تساعد الطفل في اكتساب المعارف والخبرات وكذلك تنمي آفاقه وقدراته الفكرية , وهناك إشكال عديدة منها كالقراءة , وتصفح الكتب , والمجلات , والألعاب الفكرية كالشطرنج وغيرها .
وكذلك التمثيليات : فيمثل الطلاب ادوار معينة يعيشون أحداثها ويستخلصون القيم المتضمنة فيها , حيث يوجد قصص تحكي عن البطولة والشجاعة والكرم وحب الجار وغيرها , يمكن ترجمتها إلى تمثيليات يعيش الطلبة أحداثها ويعيشون أدوارها وأحداثها , وكذلك يستخلصون ما فيها من قيم . فمن الواجب على المعلمين استغلالها في تنمية بعض القيم , لما تتمتع به من عناصر التشويق والإثارة.
4- أسلوب المحاكاة " القدوة الحسنة "
يقوم هذا الأسلوب على مسلمة أن الفرد يتأثر بتصرفات الآخرين , فهو يحاكي سلوكياتهم , ويتعلم قيمهم , والأكيد هنا أن الآباء والمعلمين والمقربين هي أكثر النماذج التي يحاول الطفل أن يحاكيها و يقلدها , ومن هذا المنطلق يجب أن يكون المعلم قدوة حسنة , فلابد أن تكون سلوكياته تعبر عن القيم الإيجابية .
يتم تنفيذ هذا الأسلوب بطريقة مخطط لها وذلك لبناء قيمة أو قيم مرغوبة وتعديل قيم مرفوضة , وذلك من خلال المعلم أو المرشد الطلابي حيث تكون هذه النماذج حية , حيث يقوم النموذج القدوة ( معلم , طالب ) بأداء سلوك المراد تعلمه ويشاهده الطلاب , ثم يطلب من بعض التلاميذ تقليد هذا السلوك المرغوب .
وهناك النمذجة الرمزية أو المصورة , حيث يعرض سلوك النموذج من خلال الأفلام أو المواقف المصورة , ويقوم التلميذ بملاحظة هذا السلوك ويحاكيه .
5- أسلوب التحكيم " المحاكمة " العقلي
وطريـقة هذا الأسلوب على اختيار المعلم والطلبة قيمة معينة مهمة بهدف تعزيزها أو تبنيها , ثم يقوم المعلم بالتهيئة اللازمة للمشكلة القيمية , وذلك بـطرح ســؤال حول مضمون القيمة , أو يكلف طلابه بقراءة النص المكتوب عن هذه القيمة , ثم يقوم المعلم بطرح الأسئلة حول هذا النص .
بعدها يقوم المعلم بتسجيل إجابات الطلاب حول هذه القيمة واستجاباتهم مع غض النظر عن هل الاستجابات أو الإجابات صحيحة أو خاطئة ,وتسجيل البدائل والاقتراحات .
ثم يقسم الطلاب إلى قسمين وذلك لمناقشة البدائل والحلول بحيث القسم المؤيد والقسم المعارض ومن ثم يبدأ النقاش ووجهات النظر لكل مجموعة ويتم مطالبة الطلاب بإعادة النظر في موقفهم في ضوء ما تم شرحه وتوضيحه حتى يتم الإجماع على رأي يعزز القيمة التي تم اختيارها .
ومن ثم يطلب المعلم من طلابه ضرب أمثلة من الحياة اليومية وذلك لتدعم القيمة والإكثار من الاستشهاد بالآيات والأحاديث الشريفة والحكم لتعزيزها , تمتاز هذه الطريقة بأن القيمة تكونت بعد قناعة وتفكير من قبل الطلبة , ولكنها لا تصلح إلا مع الطلبة القادرين على التفكير المجرد.
6- أسلوب الرحلات والاستفادة من الفرص والمناسبات
قيام الطلاب برحلات علمية أو ترفهيه فيها فرص لتنمية قيم كثيرة ومرغوبة منها التخطيط, وتحمل المسؤولية , والتعاون , والاحترام , والالتزام , ونظافة البيئة , وتكون مجدية إذا أحسن المعلم استغلالها ويكون قد حدد أهداف مسبقة . كما إن هناك فرص جيدة يستطيع المعلم استغلالها وهي المناسبات منها الدينية والوطنية والاجتماعية .
7- أسلوب القصة
لقد حث الإسلام على استخدام هذا الأسلوب في تنمية القيم قال تعالى: نَحْنُ نَقُصّ عَلَيْكَ نبَأَهُم بِالْحَقّ إِنّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُواْ بِرَبّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى. [ الكهف: 13] ,وقال تعالى: نَحْنُ نَقُصّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ [ يوسف: 3].
والأسلوب القصصي يعد من أهم الأساليب التربوية التي يمكن استخدمها لغرس القيم التربوية يعتمد هذا الأسلوب على سرد قصة مناسبة للتلاميذ وتشمل على أفكار وقيم كثيرة , والقصة تختلف عن بقية الأساليب وذلك لما لها الأثر النفسي القوي على الأفراد فهي تشد الانتباه , وتوقظ النفس البشرية , وتوجه العقل لموضوع القيمة .
فيجب على المعلم الإكثار من القصص, مع بيان القيم التي تحث عليها القصة,و توضيح الآثار المترتبة على فقدان هذه القيمة .
إن الأسلوب القصصي لا يقف عند سرد القصة فحسب بل إن له قواعد وشروط ومبادئ لابد من مراعاتها , حتى يكون أسلوباً ناجحاً وله فعالية , فلابد أن يكون للمعلم دراية بمفهوم القصة ومكوناتها , وأنواعها ,وطريقة سردها وتحليلها وهذه النقطة سوف افصلها في قسم (طرائق التدريس المنهجي بأسلوب القصة ).
القصة لغةً : من قص أثره قصاً وقصصياً إذا تتبعه , والخبر : أعلمه , ومنه قوله تعالى : قَالَ ذَلِكَ مَا كُنّا نَبْغِ فَارْتَدّا عَلَىَ آثَارِهِمَا قَصَصاً [ الكهف: 64]. أي رجعا من الطريق الذي سلكاه يقصان الأثر .
وقوله تعالى: نَحْنُ نَقُصّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَآ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ هَـَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ [ يوسف: 3]. أي نبين لك أحسن البيان .
مفهوم القصة الاصطلاحي : وقد عرفها احمد نجيب . أنها شكل فني من أشكال الأدب الشيق، فيه جمال ومتعة، وله عشاقه.
وكذلك عرفها الجلاد . أنها "حكاية نثرية تصور أحداثاً واقعية أو خيالية لمجموعة من الشخصيات تربطها عناصر مشتركة تعرض بأسلوب فكري وفني مشوق بهدف تنمية الشخصية بجميع جوانبها العقلية والوجدانية والجسمية "
المؤثرات التي أعطت القصة القوة والسحر :
وقد ذكر الجلاد أن هناك مؤثرات تعطي القصة قوة وسحر , وهي كالتالي :
-المؤثرات النفسية : "تتضمن القصة مؤثرات نفسية متنوعة تعمل على إثارة انفعالات ومشاعر وعواطف المستمعين و توجيهها لتقمص شخصيات القصة والتفاعل معه ,ومن ثم حدوث اسقاطات على شخصـية المتلقـي يُنفس من خـلالها طاقاتـه النفسـية المخـزونة كـمشاعـر الخوف , والسعادة ... التي ترافق أحداث القصة تنتقل إلى المستمع فيتفاعل معها , هذا التفاعل يمثل في حقيقته امتـزاج بين الشعـور التي تبثه القصة وبين الشعور الذي يحمله المستمع"
-المؤثرات الخيالية : فالقصة تعتمد على التصورات والأخيلة والتشويق ,ويعد عنصراً رئيسياً في بنائها الفني والأدبي , وهي تثير قدرات متلقيها الخيالية والتصورية وتعمل على تحريره من واقعه بحيث تذهب به إلى الفضاءات الزمانية والمكانية الفسيحة ,حيث يمتد الخيال القصصي ليشمل أبعاد الزمن الماضي والحاضر والمستقبل , وكذلك أبعاد المكان القريب والبعيد بلا أي حدود وحواجز , و أبعاد الأشخاص والأحداث على سعة تنوعها وكذلك اختلافها .
-المؤثرات الإدراكية : و اعتماد القصة كذلك على المؤثرات الإدراكية التي تقود المتلقي للتفكير من مميزاتها القوية والساحرة , فهي تدعو للتفكير والاستنتاج , والتأمل في زمن القصة ومكانها وأشخاصها وأحداثها ,وكلما كثرت أحداثها زاد تعقيدها و دعت إلى زيادة العقل في التفكير وزاد في تشويقها .
ولا ننسى أن القصة تتميز بقدرتها على تقريب المفاهيم والمعاني المجردة وكذلك تجسيدها بشكل حسي حتى يسهل على العقل إدراكها وبخاصة في مرحلة الطفولة ,لأن الطفل لا يملك القدرات العقلية التي تؤهله لتصور مثلاً : معنى قيمة "الأمانة" كمفهوم مجرد , ولو حاولت شرحها وتبسيطها له ,ولكن لو سردت له قصة عن الأمانة فإنه هنا سيدرك معناها بكل سهولة ويسر , لأن القصة اعتمدت على المحسوسات بأحداثها وشخصياتها وهي مما يعرفه فيؤدي إلى انتقاله من إدراك المحسوس إلى المجرد , ومن استيعاب المعلوم إلى المجهول .
عناصر القصة : للقصة سبعة عناصر رئيسية وهي كالتالي :
اولاً : الفكرة: الفكرة هي الموضوع أو الهدف الذي وضعت لآجلة القصة , فقد تتحدث القصة عن موضوعاً دينياً أو اجتماعياً أو علمياً أو تاريخياً ,وقد تتضمن القصة فكرة رئيسة وتدعمها مجموعة عديدة من الأفكار المتفرعة,إلا أن العبرة تعتمد على الفكرة العامة التي تغلب عليها.
من الشروط المهمة في الفكرة أن تكون مناسبة لسن التلاميذ وتراعي نموهم العقلي والخيالي وكذلك الاجتماعي , ولابد أن تراعي بناء منظومة القيم الصحيحة والاتجاهات الإيجابية عند المتعلمين , وان تزودهم بكل ما هو نافع ومفيد وتعمل على نمو شخصياتهم النمو المتكامل.
ثانيا ً: الاحداث
هي مجموعة من الوقائع أو الحوادث التي تقوم بها شخصية القصة ,والتي تساعد في إظهار موضوع القصة التي وضعت من اجله ,وطبعاً تتسلسل أحداث القصة على ثلاث مراحل وهي : المقدمة , والعقدة , والحل .
ثالثاً : الشخصيات
الشخصيات هي التي تقوم بالأحداث والوقائع والتصرفات في القصة ,وتتنوع شخصيات القصة حسب فكرتها وهدفها وأحداثها ,فقد تكون شخصيات القصة من الإنس أو الجن , أو الحيوانات أو النباتات , أو الجماد , وكذلك فقد تكون حقيقية أو من الخيال .
فمن الممكن أن تشمل القصة على شخصية واحدة رئيسية وشخصيات ثانوية ,وقد تشمل على شخصيات ثابتة , أو شخصيات نامية .
رابعاً : البئة الزمانية
وهي تمثل زمن القصة التي جرت فيها الأحداث , وتشمل خصائص هذا الزمان وطبيعته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ,وقد وظف القرآن الكريم البيئة الزمانية في قصصه .
خامساً : البيئة المكانية
ويقصد هنا المكان التي دارت فيه أحداث القصة ومجرياتها , فهي تختلف على حسب اختلاف الزمان والشخصيات والأحداث , فقد تحصر في مكان واحد وقد تتعدد الأمكنة .
ساساً : البناء الفني
ويقصد به السبك الفني الذي تسرد به أحداث القصة وتسلسلها , وتصاغ به الشخصيات في جميع جوانبها النفسية والاجتماعية والجسدية ......,و كذلك التداخلات الفنية والأدبية في عناصر القصة ,ويختلف البناء الفني للقصة حسب العمق اللغوي والثقافي والقدرة على التصور والتخيل والإبداع ومجريات القصة وأحداثها .
سابعاً : اللغة والأسلوب
اللغة هنا يقصد بها الألفاظ و الكلمات , وأما الأسلوب فهمي التراكيب اللغوية سواء كانت حقيقية أو مجازية .
أنواع القصة :
أ-الأقصوصة : هي التي تأتي في حدود صفحة واحدة , وحدث واحد.
ب-القصة القصيرة: اكبر من الأقصوصة ويكون عدد كلماتها بـ (400) كلمة تقريباً .
ج-القصة : اكبر من القصة الصغيرة ويزيد عدد كلماتها عن (500) كلمة , وتكون فيها الأحداث متنوعة والشخصيات , وتشمل على عقدة واحدة أو عدة عقد.
د-الرواية : وهي اكـبر من القصـة وتكــون فيـهـا الأحـداث كـثيرة و كـذلك شـخصيـاتها , وكذلك قد تتعدد أجزاؤها لتكون من جزئيين أو أكثر .
المراحل العمرية وما يناسبها من القصص :
لابد و أن يعي المعلم درجة ملائمة القصة واتفاقها لسن المتعلم والمراحل النمائية التي يمر بها عقلياً ووجدانياً واجتماعياً ,حيث أن كل مرحلة عمرية لها نمط قصصياً يناسبها حسب الخصائص النفسية والإدراكية والفيسلوجية التي يمر بها المتعلم ,حيث تكون منسجمة مع قدراتهم ومراحل نموهم ونضجهم , وتعزز لديهم القيم المناسبة والتي تلائم مرحلتهم العمرية التي يعيشونها , وقد ذكر الجلاد . نقلاً من عبد المجيد تقسيم بناء عمر المتعلم وسنتحدث عن ما يناسب أعمار طلابنا على النحو التالي :
-من سن السادسة إلى الثامنة : وهي مرحلة الخيال الحر وهنا يكون الطفل قد وعي البيئة المادية المحيطة به , مما يجعله يتوق للتعرف على أشياء جديدة لم يعهدها من قبل, وهنا يكون خياله الحر تظهر فيه الملائكة , والعمالقة , والأبطال , والأقزام , وغيرها من الشخصيات الغريبة , هنا يبدأ الطفل بالسؤال عن حقيقة الأحداث التي يسمعها ومن ثم يستطيع أن يميز بين الحقيقة والخيال ,فعند سماع هذه القصص يستطيع إدراك ما هو الحقيقي منها وما هو الخيال ولا تبدو عليها علامات التصديق عند سماعها .
-من سن التاسعة إلى الثانية عشر : هذه المرحلة تعرف بالمغامرة والبطولة وفيها يبدأ الطفل البعد عن الأمور الخيالية إلى حد ما, ويهتم بالحقيقة و الواقع ,وهنا تظهر غريزة المقاتلة وحب السيطرة ,هنا يميل الطفل إلى القصص التي فيها مغامرات وفيها شجاعة وكذلك العنف والقصص البوليسية ,لذا يجب غرس القيم الإيجابية والابتعاد عن السلبية والاهتمام بنوع القصة واختيار القصص البطولية مثل قصص صلاح الدين الأيوبي وغيرها .
-من سن الثالثة عشر إلى الثامنة عشر : تعد هذه المرحلة من اخطر المراحل التي يمر بها التلميذ حيث تمر بمرحلة المراهقة التي ينتقل فيها النشء من مرحلة الطفولة التي يكون فيها معتمد على غيره إلى مرحلة المراهقة الاستقلالية , تمتاز هذه المرحلة بشـدة الغريزة الاجتماعية , وظهور الغريزة الجنسية , واضطرابات في النـواحي الوجدانية , والتفكير الديني , والنظرات الفلسفية للحياة , ويتكون هنا تصورات عن الكون والحياة والإنسان .
هنا يظل منجذباً إلى قصص البطولة والمغامرة غير انه ينجذب إلى القصص الوجدانية والعاطفية وأيضاً الاجتماعية التي تركز على رغباته في الحياة كالنجاح والقيادة ,وكما يهتم بالقصص التي تتحدث عن علاقة الرجل بالأنثى , وقصص الحب والغرام ,وهذا ما يجب على المعلمين الالتفات إليه واستغلاله بطريقة إيجابية لحماية النشء من تكوين تصورات وقيم سلوكية سلبية , فتعرض عليه القصص التي تبين طبيعة علاقته بالجنس الآخر , وأهمية الغريزة الجنسية عند الإنسان وضوابط التعامل معها , وغرس قيم العفة , والحياء , وغض البصر ,والزواج وغيرها .
8- أسلوب النصوص.
هذا الأسلوب يعتمد على اختيار آيات قرآنية أو أحاديث شريفة أو نصوص أدبية أو شعرية , فالمعلم الواعي المعلم القيمي يركز على هذه النصوص سواءً كانت في المادة التي يدرسها أو في أي منهج من المناهج التي يدرسونها الطلاب , لغرس قيمة نبيلة ونبذ قيمة فاسدة.
9- أسلوب المحاضرة والوعظ والإرشاد (الطرق التلقينية) :
قال تعالى: ادْعُ إِلِىَ سَبِيلِ رَبّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنّ رَبّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ .[ النحل: 125] . إن المعلمين في مكانتهم وبمقدورهم تقديم الوعظ والإرشاد للطلبة فيما يعينهم من أمور دينهم ودنياهم , وحتى في اخص شئونهم حتى يستطيعون تلافي أي خطأ قد يسبب لهم ضرراً , ومن المؤثرات القوية في النصيحة وحتى تكون بالغة التأثير لابد و أن تصدر عن معلم قدوة ملتزم بكل ما يقوله وما يدعوا إليه ويكون له قبول بين الطلاب . وهذه الطريقة تعتمد على تقديم معلومات مباشرة وعن قيمة محددة ,وبيان مفهومها وكذلك أهميتها والآثار الإيجابية التي ترتجى منها , وأيضاً الآثار المترتبة على فقدانها وهذا مما يزيد من وعي الطلبة واستبصارهم بها . وليكون للقيمة آثر قوى فلابد من الإكثار من الأمثلة التوضيحية والمستوحاة من بيئة الطلاب والتنويع في هذه الأمثلة , ولابد أن يسمح المعلم للطلاب بطرح الأسئلة والحوار والمناقشة , ويدمج بعض القصص ويستخدمها كوسيلة لفهم القيمة والاقتناع بها مما يجعل فيها نوعا من التشويق ولا تكون مملة .
وقد تعددت الأساليب التي استخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم في إلقاء الموعظة وطريقة عرضها ومن ذلك ما ورد في دراسة مقدمة من الدكتور فؤاد علي العاجز والباحث عطية العمري .(). وهي كالتالي :
ا-انتهاج أسلوب الحوار والاستجواب ، وذلك بطرح الأسئلة على أصحابه ليثير انتباههم ويحرك ذكاءهم ويقدح فطنتهم ويسقيهم المواعظ المؤثرة في قالب الإقناع والمحاجاة ومن ذلك ما رواه مسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه :" أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ؟ قالوا : لا يبقى من درنه شيء ، قال : ذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا " .
ب-بدء الموعظة بالقسم وذلك التنبيه السامع على أهمية المقسم عليه ، روى مسلم في صحيحه لا تؤمنوا حتى تحابوا .. أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم " .
ج-دمج الموعظة بالمداعبة ، وذلك لتحريك الذهن وإذهاب الملل وتشويق النفس ، ومن ذلك ما رواه الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل : " إن حاملك على ولد الناقة " فقال الرجل : يا رسول الله ما أصنع بولد الناقة ؟ فقال : وهل تلد الإبل إلا النوق ؟
د-الاقتصاد بالموعظة مخافة السآبة : روى أبو داود عن جابر بن سمرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطيل الموعظة يوم الجمعة ، إنما هي كلمات يسيرات " .
هـ-الهيمنة بالتأثير الوعظي على الحاضرين ، وهذا لا يتأتى إلا أن يكون الواعظ مخلص النية ، رقيق القلب ، خاشع النفس ، طاهر السريرة . روى الترمذي عن العرباص بن سارية أنه قال : " وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة مّضَّت (احترقت) منها الجلود ، وذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب .. "
و-الموعظة بضرب المثل ، روى النسائي عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله : " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب .. " .
ز-الموعظة بالتمثيل باليد كقوله صلى الله عليه وسلم " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً " وشبك بين أصابعه
ح-الموعظة بالرسم والإيضاح ، وقد روى الإمام أحمد في مسنده عن جابر رضي الله عنه قال : كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فخطَّ بيده في الأرض خطاً فقال : " هذا سبيل الله " وخطَّ خطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال : هذه سبل الشيطان ، ثم وضع يده في الخط الأوسط ثم تلا هذا الآية قال تعالى: وَأَنّ هَـَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتّبِعُوهُ وَلاَ تَتّبِعُواْ السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ [الأنعام: 153]
ط- الموعظة بالفعل التطبيقي : روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ أمام جمع من الناس ثم قال : " من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدَّث فيها نفسه بشيء من الدنيا غفر له ما تقدم من ذنبه"
ي-الموعظة بانتهاز المناسبة : ومثال على ذلك حين رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من السبي تبحث عن ولدها حتى وجدته وأرضعته ، فقال صلى الله عليه وسلم " أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ قالوا : لا والله ، قال : فالله أرحم بعباده من هذا بولدها"
10- أسلوب الترغيب و الترهيب "الثواب والعقاب"
إن هذا الأسلوب من أقدم الأساليب في تعليم القيم التي أثبتت نجاحها , إذا استخدمت بالطريقة الصحيحة , وقد حث الإسلام على استخدام هذا الأسلوب وحدد قواعد معينة متعلقة بطبيعة الفرد وعمره وطريقة استخدامها وقد قال تعالى: مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَآءَ بِالسّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَىَ إِلاّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ .[الأنعام: 160]. ومن الآيات القرآنية في الترهيب قال تعالى: يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ قُوَاْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاّ يَعْصُونَ اللّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ . [التحريم: 6].
من مميزات هذا الأسلوب إنه يعزز القيمة الإيجابية ويقويها ,وعلى العكس يضعف القيمة الغير مرغوبة ويضعفها ويعدلها , عن طريق الجزاءات الاجتماعية , والجزاء رد فعل من المجتمع تجاه أي سلوك أو أي شكل من أشكاله , وقد يكون الجزاء إيجابي إذا كان السلوك إيجابياً , وقد يكون سالباً تجاه أي سلوك سلبي ويعبر عن قيمة سالبة .
فالترغيب هو وعد بتحقيق منفعة أو تقديم مكافأة على استخدام السلوك أو القيمة المرغوبة , وعادة يستخدم لتدعيم السلوك المرغوب فيه وتقويته أو الإكثار منه , ومن مميزات الترغيب إنه يستخدم لتعديل السلوك الغير مرغوب فيه عن طريق تعزيز السلوك المضاد له .
أما الترهيب فهو تهديد ووعيد بتطبيق عقوبة مادية كانت أو نفسية على ممارسة السلوك السلبي , ويستخدم لإضعاف السلوك الخاطئ وللحد من ممارستها وكفها .
إن أسلوب الثواب والعقاب قائم على مسلمة أن الإنسان شديد الحساسية لرأي الناس فيه ومهتماً باحترام ذاته ونفسه ,لأنه ينطوي على ذلك احترام الناس له , مما يضعف ويقلل من احتمال سخرية الناس عليه والاستهزاء به .
ومن وجهة نظري استخدام هذا الأسلوب في المرحلتين المتوسطة والثانوية والاعتماد على الترغيب أكثر .
11- برنامج التربية الرياضية المدرسي بحث مقدم ...
إن ممارسة التربية الرياضية من خلال برامج التربية الرياضية المدرسية في المرحلة الابتدائية من التعليم الأساسي فيها تحتوى على تنظيم مواقف بين الأطفال تتجه بهم إلى السلوك السوي كما تتيح الفرص الكافية لمعرفة الولاء لفريقه أو جماعته والعمل بإخلاص لصالح الفريق والتربية على مبادئ العدل والمساواة والأمانة فى اللعب وآداب السلوك ومحاولة الوصول إلى الروح الرياضية الحقة كذلك الانصياع للتعليمات والقوانين الرياضية. وكما أنها تعطى الفرصة للتنافس تحت ظروف مرغوب فيها وتعويد الأطفال على الاتزان والتحكم فى انفعالهم سواء في حالة الانتصار أو الهزيمة، وتؤكد على ذلك ... أن الأطفال في نشاطهم الحركي وفى ألعابهم وسباقاتهم يتخاطبون ويتبادلون الأفكار ويصححونها ويتمسكون ببعض القيم والعادات ويحترمون قانون اللعبة ويؤدونه بأمانه وصدق، كل ذلك يدفعنا إلى القول بأن اللعب المنظم هو طريق الطفل إلى المعرفة وطريقه إلى إدراك العالم الخارجي حيث إن درس التربية الرياضية هو المرشح الأول لتنمية مثل هذه القيم وخاصة في المرحلة الابتدائية لما يميز هذه المرحلة من خصائص وعلى رأسها حاجة الطفل للعب بما يوفره من قيم إذا كان مرشداً مثل الحرية والتعبير عن الذات والجرأة والثقة بالنفس والأمانة والصدق .
كما أن دور برامج التربية الرياضية المدرسية في المرحلة الابتدائية بصفوفها الستة تعمل على تعزيز القيم الأخلاقية , مثل : الأمانة ـ الاعتذار ـ تحمل المسؤولية ـ الاحترام ـ المحافظة على المال العام ـ التواضع ـ الانضباط ـ التسامح )حيث إن قيمة الأمانة يمكن تنميتها لدى الأطفال من خلال اللعب وزيادة العلاقات ذات الصلة بالقواعد المرتبطة بالأمانة .
كما أن البرامج الرياضية المدرسية تتحمل مسؤولية تهذيب الخلق وتعويد الأطفال على النظافة وتحمل المسؤولية وإشباع حاجاتهم وتعمق تقدير الطفل لذاته وللآخرين وإكساب الخبرات الحياتية اليومية، وتنمية منظومة القيم الأخلاقية لديه في الاتجاه السليم مثل (النظام والاحترام والشكر والتحية والاستئذان والاعتذار) ومن خلال المنافسة في اللعب والاستكشاف الحركي والألعاب الصغيرة , كما تسهم الممارسة الفعلية المتكررة من خلال الأنشطة الرياضية المدرسية المتنوعة فى تكوين القيم وترسيخها لأن الممارسة للقيمة هي التى تجعل منها أمراً ثابتاً مستقراً كسلوك ويعتبر تدريب الطفل على تأدية السلوك عدة مرات كافية لتكوين عنده عادة، وهذا ما أكدته (د. جيهان نقلاً عن عواطف إبراهيم) عن اكتساب قيمة الصدق حيث إنها لا تنمى تلقائياً إنما يتدرب الطفل عليها مع الاستعانة بالتلقين والمحاكاة والتوحد مع الأنماط السلوكية والأخلاقية المستهدفة .
أ/ محمد بالغيث الشهري m_monsht@hotmail.com