الفصل السابع البحث العملي وتطوير المنظمات
الفصل السابع البحث العملي وتطوير المنظمات
البحث العملي
بحث عن التصرف (البرامج والتدخلات المصممة لحل المشاكل وتحسين أوضاع ما) بهدف جعله
أكثر فاعلية.
أسباب الحاجة للبحث العلمي لاستئصال مشاكل المجتمع كما
يراها كيرت لوين:
· الحاجة
المتزايدة للمعرفة عن مسببات وحركة الأمراض الاجتماعية.
· الحاجة لفهم
قوانين التغيير الاجتماعي.
· الحاجة إلى
تعاون واستكشاف اكبر بين العلماء والممارسين.
· الحاجة إلى
بيانات غنية عن مشاكل العالم الحقيقية.
· الحاجة إلى
اكتشاف حلول عملية وممكنة للمشاكل.
· الحاجة إلى
اكتشاف قوانين عامة تشرح الظواهر الاجتماعية المركبة.
ويمثل البحث
العلمي حجر الزاوية في تطوير المنظمات (النظرية - التطبيق)، ويمكن النظر للبحث
العملي من منظورين كعملية، وكمدخل لحل المشكلة تم اقتراحه من العالم الاجتماعي
كيرت لوين.
* البحث العملي:
العملية:
(1) البحث العملي
كعملية:
هو أحداث
متتالية، وتصرفات، لذا يمكن تعريفه بأنه عملية تجمع بيانات البحث بشكل نظامي عن
نظام قائم وبأهداف وغايات واحتياجات مرتبطة بهذا النظام، ثم تغذية هذه البيانات
بشكل عكسي إلى النظام، ثم البدء بالتصرفات عن طريق تعديل بعض المتغيرات بناءً على
البيانات والافتراضات، وأخيراً تقييم نتائج التنفيذ عن طريق جمع بيانات أكثر.
* يشخص هذا
التعريف البحث العملي من نواحي الأنشطة التي تشكل العملية إلى :
أولاً: تُؤخذ
صورة ساكنة للمنظمة على ما نجد من الشعور الحدسي.
ثانياً: تُؤخذ
صورة ثانية ساكنة للنظام لفحص تأثير وتقويم التصرف الذي تم اتخاذه.
مثال: دراسة عن فندق فرمونت ترمنت بشيكاغو التي قام بها
كلاً من وليم وايت وأديث هاملتون ( لم يكن المشروع موضوع طلقة واحدة ، بل تطلب
المشروع تجميعاً مستمراً وتحليل بيانات البحث عن العلاقات الإنسانية، ومن ثم تغذية
النتائج في المنظمة بطريقة لتغيير السلوك).
* البحث العملي
هو عملية من جهتين هما أحداث وأنشطة متتالية في كل كرة ( جمع المعلومات والتغذية
العكسية والتعامل مع المعلومات واتخاذ التصرفات بناءً على المعلومات ).
(2) البحث
العملي كمدخل لحل المشكلة:
ويُعرف البحث
العملي هنا ( بأنه تطبيق للمنهاج العلمي في البحث عن الحقيقة والتجريب للمشاكل
العملية التي تتطلب تصرفات لحلها، ويلزم ذلك التعاون بين العلماء والممارسين،
والأشخاص غير المتخصصين) . المخرجات هي عبارة عن حلول للمشاكل الآنية ومساهمة في
المعرفة العلمية والنظرية.
مثال: برنامج لتحسين المنظمة في مجموعة مصافي بترول
وكان هيربرت شيبرد أحد العلماء الذين شاركوا في البرنامج.
فكرة شيبرد عن نموذج البحث العلمي
ركز شيبرد وفرنش على أن البحث العملي هو بحث لا ينفصل
ومرتبط بالتنفيذ، وان له هدفاً، هو أرشاد التنفيذ الحالي والمستقبلي.
نموذج دراسة المشاكل الذي يستخدم كنموذج تم تقديمه بواسطة الفيلسوف (جون ديوي) في
كتابه " كيف نفكر".
ترجم هذا النموذج لحل المشكلة كطريقة علمية كما يلي:
· يواجه العالم
بمشكلة أو عقبة أو فكرة جديدة يحتاج أن يفهمها (الإيحاء).
· يقوم العالم
بتعريف المشكلة ويعطيها شكلاً ومضموناً عقلانياً (التفكير).
· يشكل فرضية عن
المشكلة (الفرضية).
· بحث العالم عن
تسبب أو استدلال نتائج الفرضية (التسبب).
· الملاحظة
والفحص أو التجريب (فحص الفرضية).
* العناصر المهمة
لتصميم البحث العملي التي قدمها (كوري) هي :
1. تعريف مجال المشكلة يزيد الأفراد رغبة في عمل شيء
حيالها.
2. اختيار مشكلة محددة ووضع فرضية لها أهداف والعمل على
تحقيقه.
3. التسجيل الدقيق للتصرفات وتجميع الأدلة لتقرير درجة
تحقق الهدف.
4. الاستدلال
من هذا الدليل لتعميم العلاقة بين التصرفات والأهداف المرغوبة.
5. استمرار
صياغة التعميمات في أوضاع التنفيذ المختلفة.
* عندما تمس المشكلة عدداً من
الناس، فإنه من الضروري انخراط هؤلاء الناس في البحث العملي لهذه المشكلة حتى يصبح
البحث العملي تعاونياً.
مثال للمشكلة " عدم فاعلية الاجتماعات".
· الميزة الأكثر
أهمية للبحث العلمي هي التعاون بين الأفراد من داخل النظام (العميل)، والأفراد من
خارج النظام (وسطاء التغيير أو الباحثيين)
· لاحظ كل من
شاني وبوش أن "تطوير علاقات ذات جودة عالية بين باحثي البحث العلمي وأعضاء
المنظمة توجد منفذاً لمعلومات مهمة لم يكن ليتحصل عليها الباحثون
الخارجيون...".
· لاحظ دويتش أن هذه كانت خاصية جذابة للبحث
العلمي لكير لوين.
· كما شعر لوين
أن ربط البحث بالتصرف الاجتماعي يمكن أن يعطي
عالم الاجتماع مدخلاً للعمليات الاجتماعية الأساسية بدونها لن يتمكن من
الدراسة، كما أن دراسات التغيير مهمة لكشف التشكيل التحتي للعمليات.
· ونظراً لأن
المعلومات المتاحة من البحث العلمي غزيرة فهذا يضيف قيمة للبحث العلمي كمدخل لحل
المشكلة.
* التطور
التاريخي للبحث العملي وأنواعه:
يعتمد أساس
البحث العملي على مصدرين هما:
المصدر الأول:
هو (جون كولير)
مفوض الشؤون الهندية عام 1933، وكان دوره تشخيص المشاكل واقتراح برامج علاجية
لتحسين العلاقات بين الأجناس (العلاقات العرقية)، وهذا يتطلب جهداً مشتركاً من
العالم (الباحث) والإداري (الممارس) والشخص غير المتخصص العميل.
المصدر الثاني:
هو ( كيرت لوين
) عالم النفس الاجتماعي، فلقد كان له اهتمام عميق في المساعدة لحل المشاكل
الاجتماعية، حيث قام مع طلابه بإجراء عدة مشاريع للبحث العملي في السلوك وطبق
مبادئ البحث العملي على علاقات المجموعات المتداخلة، ولتغيير بعض العادات.
* البحث العملي هو أداة لربط التجريب بالتطبيق، وبين أهل العلم والتنفيذ.
* هناك عدة أبحاث طُبّقت في مجال
البحث العملي من قبل علماء أمثال بافلز، فرنش ، كوش ، وايت ، هاملتون ، وغيرهم.
* أنواع البحث
العملي :
تقسيم
لوين |
ريموند
كاتزل |
شين
كوك وهاردينج |
1-
التحقق
من القوانين العامة |
1 عرضي : حيث جمعت مجموعة البحث بيانات سلفاً. |
1
التشخيصي : دخول العالم إلى عالم المشكلة
ثم التشخيص ثم عمل التوصيات لعلاج شاف للعميل. |
* يرفع
أرجيرس من مكانة البحث العملي وذلك بوضعه تحت مسمى ( علم التنفيذ)، ويري مناسبته
لدراسة التغيير والتنفيذ الاجتماعي، ويصف أرجيرس البحث العملي (للوين) بست ميزات
يجب أن تكون متوافرة في برامج البحث العملي وهي:-
1- بأنها مدفوعة
بالمشاكل. 2- مركزة على العميل.
3- إنها تتحدى
الوضع الراهن. 4- مهتمة بإنتاج فرضيات غير مؤكدة.
5- يمكن ربطها
بشكل منظم في شكل نظرية . 6- تُستخدم في الحياة اليومية.
* استجلاء المقدر:
يُعدّ إضافة
مهمة للأشكال التقليدية للبحث العملي، وهو وسيلة بحثية تساعد على الاكتشاف وتحفيز
الإبداع في العمليات الاجتماعية في التنظيم، وهدف هذه الوسيلة المساهمة في توليد
الغايات النظرية للعلوم الاجتماعية في التنظيم، واستخدام المعرفة لتعزيز الحوار
الذي يؤدي إلى استقامة النظام الاجتماعي.
· النوع الأخير
للبحث العلمي يأتي من حركة الجودة (خطط، اعمل ، راجع، تصرف ) وهي وصفة علمية في برامج إدارة الجودة الكلية، الذي يعتبر
والتر شوهارت الأب لهذه العملية.
· دعا دمنج الذي
كان مسؤولاً عن الإحصاء والرياضيات شوهارت لتقديم المحاضرات الذي نصح بها لتحسين
الجودة :
1. أن تخطط لاختبار يكون مقصود لتحسين شيء .
2. أن تعمل مقياساً صغيراً للاختبار.
3. تأكد من تأثيرات الاختبار.
4. تصرف بناءاً على ما تعلمت.
* أمثلة للبحث
العملي في تطوير المنظمات :
عملية تطوير المنظمات بشكل أساسي هي برنامج بحث علمي في
منظمة مصمم لتحسين أداء تلك المنظمة . تتطلب برامج التطوير الفعالة قاعدة للبيانات
جمعت بشكل منظم لتخطيط التنفيذ والقيام
بالتنفيذ وتقييم التنفيذ، والبحث العلمي يعتبر مدخلاً وعملية لتوليد الأفكار
والاستفادة من معلومات عن النظام نفسه تؤدي إلى عمل قاعدة بيانات للبرنامج.
1- جافن في شركة
مناجم.
2- شاني وإبرهارت
في مستشفى لإعادة التأهيل الطبي.
3- سانتالينن وهنت
في مجموعة مصرفية.
* هناك تقارب بين خصائص تطوير
المنظمات والبحث العملي فكلاهما يُعدّان شكلين من السلوك التطبيقي، وكلاهما موجه
نحو الفعل (التصرف)، وكلاهما يعتمد على قاعدة بيانات، وينصان على التعاون. إذن
يمكن القول بأن برنامج تطوير المنظمات السليم يقوم على نموذج البحث العملي.
ملاحظات
ختامية:
هناك قيمتان فلسفية وعملية تشكلان الأساس للبحث العلمي
عامةً:
القيمة الأولى: هي أن تنفيذ الخطط والبرامج لحل المشاكل
الحقيقية يجب أن تعتمد على بيانات عامة صحيحة مخرجة بشكل تعاوني من قبل العميل
والمستشارين.(التنفيذ يحب أن يتبع البحث)
القيمة الثانية: هي أن التنفيذ في الواقع الفعلي يجب أن
يواكبه بحث عن ذلك التنفيذ حتى يتسنى لنا بناء معرفة متراكمة ونظرية عن أثر التنفيذ الموجه نحو حل مشاكل
الواقع الفعلي (البحث يجب أن يتبع التنفيذ).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تكرما ادعمنا بالتعليق