لوحات الاعلانات

تكملة المشكلات التي تواجه الدول العربية في التخطيط التربوي

تكملة المشكلات التي تواجه الدول العربية في التخطيط التربوي

رابعاً : تهديدات من عملية التخطيط نفسها

1- بيانات وإحصائيات ناقصة ومشوهة للتخطيط                                                                                                           
من الضروري ان تكون البيانات والاحصاءات دقيقة جدا ومتكاملة في جميع المجالات واذا لم تتوفر بطرق صحيحة فإن التخطيط التربوي هنا يكون عبثي ويكون الهدف منه مجرد الزعم بوجود عملية فنية اسمها التخطيط التربوي فقط قد تكون للكماليات والشكليات فقط .
وهذا ما يطلق على التخطيط التربوي حسب البيانات غير الدقيقة ( تخطيط ستوبلر)
وفيما يتعلق بهذه البيانات والاحصاءات في الدول العربية يلاحظ مايلي:
أ‌-      الاسس غير الموثقة لتقديرات أعداد السكان وقيد المواليد والوفيات
ب-التقديرات غير الدقيقة للاحتياجات من القوى العاملة على المديين الطويل والقصير
ج- مازال التعامل مع البيانات والاحصاءات يتم بمفهوم أمني متخلف كانت له دواعيه في فترة سابقة
وهذا القصور يؤدي في نظم المعلومات اللازمة لانشاء بنية معرفية تخدم التخطيط يؤدي دوا لاجراءات خاطئة وفرضيات وتحليلات غير منطقية.وبهذا سوف يكون هناك فشل مؤكد في كل مانريد تحقيقة  
2- ضعف توظيف نتائج البحث العلمي
وهي قضية مهمه جدا وهي غياب البحوث التجريبية المرتبطة بالقضايا التربوية بشكل عام وبالتخطيط بشكل خاص . فهناك افتقار الى وجود دراسات تتعلق بتحليل خطوات العمل واجراءاته , وتقدير اعباءه وتكلفته ممايعرقل ما تقوم به التربية . وهذا يعود بسب
-        ضعف الانتاجية العلمية للعلماء العرب
-        قلة وانعدام الأموال والميزنيات المرصودة للبحث العلمي
قيمة انفاق دول العالم على البحث العلمي وتأمين العلماء عام 1997 حسب الجدول التالي
(قنديلجي ص2)
الدولة
قيمة الانفاق
عدد العلماء
الصين
34 مليار
1427000
روسيا
39 مليار
1061000
امريكا
179 مليار
949000
اليابان
133 مليار
945000
المانيا
55 مليار
475000

3- ندرة الافراد المدربين على التخطيط التعليمي 
يحتاج التخطيط التعليمي الى افراد متخصصين في مجال التخطيط التعليمي وعلى مستوى عال من التأهيل والتدريب سواء في الوظائف العلياء او الدنيا , ويفضل ان يكون التدريب في معاهد وأكاديميات متخصصة في هذا المجال على يد خبراء واساتذة جامعات متخصصين , كما يجب اختيار وانتقاء الافراد الذين سيؤهلون الى هذا العمل واخضاعهم لبعض الاختبارات الشخصية منها القدرة على التنبوء وتنظيم الافكار وردود افعال سريعة ومنطقية للاحداث والمشكلات ومستوى عال من الخيال والقدرة على التحليل والابتكار  ويجب ان يؤمنوا باهمية البيانات التي يجمعونها واهمية الدقة في هذه البيانات لان التخطيط التربوي يتطلب الابداع العقلي والفكر المستنير والنظرة الشمولية لواقع التعليم والمؤثرات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية التي تؤثر في مدخلاته ومخرجاته على حد سواء 
4- وعي تخطيطي منخفض ومقاومة للتغيير
 من اهم العوامل التي ادت الى فشل خطط التعليم هو :
-        عدم وجود وعي تخطيطي بين المسؤلين
       وذلك من وضع الخطة وتنفيذها ومتابعتها ومن هم المستفيدين من التخطيط التعليمي
-        القصور في نشر ثقافة التخطيط التربوي
وخاصة في الميدان التربوي مما أدى الى وجود فجوة بين إعداد الخطط وتنفيذها ومنهم من يقوم بأنشطة عشوائية تفتقد للنظام والقواعد العامة ويكون الغيب في نظرهم غير ممكن السيطرة عليه وتعود هذه النظرة الى ظوابط دينية واجتماعية وثقافية . ومن ثم فإن التخطيط لايحتل مكانة مناسبة بين تلك الغالبية
فلابد من مساندة الخطة من معلمون واداريون والمؤسسات المجتمعية ويجب ان تكون في اطار منظم وموجه عبر وسائل الاعلام التربوي , لانه من الادوات المهمة التي يجب ان تستثمر وتستغل من قبل المخططين بشكل فعال وفي كل الاوقات والظروف
-        الثقافة المقاومة للتغيير داخل المؤسسة التربوية وفي المجتمع المحيط
ان 90% من الخطط التي فشلت كان سببها خلل في التنفيذ والمقاومة لها بسب عدم ادراك المنفذين والمستفيدين للهدف منها. فالتغيير يحمل في طياته بعض المخاطر ومن ثم تجد الخوف منه وخاصة في المجتمعات التي تعودت على الحركة البطيئة حيث تسود ثقافة(مانعرفه خير ممالانعرفه)
ولذلك كان لابد من الاعلان عن الخطة وعملياتها وإجراءاته لانها احد مقومات الخطة التربوية الفاعلة ومما يساعد على نشر الوعي بها :
·       تدريب القادة والمنفذين على آلية التخطيط وعملياته وإجراءاته
·       واستخدام وسائل الاعلام لنشر الوعي التخطيطي بين المستفيدين مثل المعلمين والطلبة وأولياء الامور
5- عدم وضوح السياسات التربوية التخطيطية
 ان عدم وضوح السياسات التخطيطية وعدم تحديد الاهداف الرئيسية لدى المسؤلين والمنفذين للخطط تعد عقبة في وجه التخطيط التربوي . ولهذا فإن معظم الخطط غير قادرة على تحقيق الاهداف التربوية ذات المردود الايجابي على الفرد والمجتمع وكذلك ليس هناك تلاؤم بين نظام التعليم ومتطلبات تنمية المجتمع وتطوره.مما ادى الى تشكيل عبء على المجتمع وارتفاع نسبة البطالة "قدر حجم البطالة في الدول العربية بما لايقل عن 12 مليون عاطل في عام 1995 واذا استمرت فمن المتوقع ان يصل الى نحو 25 بحلول عام 2010   
6- تغير الظروف والاحوال قبل إنتهاء الخطة الموضوعة أو اثناء تنفيذها
من المعروف ان التخطيط التعليمي يتجة بطبيعته لان يكون تخطيطاً طويل المدى , والمجتمعات الحديثة تتميز بانها سريعة التغيير , فان المشكلات الآنية تقل أهميتها بسرعة فضلا عن عدم وضوح الرؤيا بسبب القفزات السريعة الى جانب بطء استجابة التربية للتغيرات السريعة في المجتمعات المعاصرة , مما جعل خطط التربية للترقيع والانعاش وليس للتغيير والتطوير
وكذلك ظهور او اكتشاف مصادر جديدة للطاقة والتطوير التكنلوجي , او نمو اتجاهات سياسية او اقتصادية او اجتماعية جديدة مما يربك الخطة التعليمية  قبل انتهاء وقتها او اثناء التفيذ

  6- صعوبات ناشئة عن التخطيط
ان التخطيط ليس عصا سحرية او طريقا معبدا ولكنه اسلوب يعتمد على تحليل واضح للحاضر واستقراء للمستقبل , من الصعوبات التي قد تواجة التخطيط:
ا- غموض المستقبل وقصور اساليب التنبوء نفسها بحيث لايمكن تقدير التغيرات التي                  سوف تحدث في المستقبل
   ب- صعوبة تحديد مواصفات المهن والوظائف التي يجب ان تتوافر في الخرجيين
   ج- صعوبة حصر الوظائف الشاغرة المتوقع حدوثها ومتطلبات شغلها
    د- الصعوبة الناشئة عن الانماط والصيغ الجديدة للتعلم
    و- عدم وجود معلومات دقيقة عن احتيجات خطط التنمية من القوى العاملة
7- تداخل مشكلات التربية
 من خلال اتساع مجال التربية واحتوائه على خليط غير متجانس من العاملين المختلفين في افكارهم ومستوياتهم الثقافية والاجتماعية , لذلك فان تداخل مشكلات التربية يملي علينا  ان نقدم لها حلولا متضامنه مترابطة كما يفترض وضع خطط شاملة تطوق الامور من جميع جهاتها ولكن اذا كان من الصحيح ان مشكلات التربية يجب حلها بشكل متكامل تأخذها جميعها بعين الاعتبار  وينظر اليها في سياق واحد فمن العسير ان نحقق هذا المطلب كاملا 
8- غياب التقويم التربوي
يقترن التخطيط بمتابعة التنفيذ والمتابعة بدورها تقترن بالتقويم إذ أن عملية التقويم ضرورية لتحديد ما أمكن إنجازه, وتحقيق من نتائج ووجود الفجوة بين تنفيذ الخطط وتقويمها قد جعلت مهمات التقويم غير محددة , ولا يزال التنسيق بينها وبين وضع الخطط وتنفيذها ضعيفا, بل لا تزال أجهزة التقويم ناقصة ومعدومة بلا اعتماد على التنظيم والتحليل .
ولا بد من تنمية مهارات التقويم وتبيين وظائفه والأجهزة المعنية به وهي مهمات تتطلب جمع البيانات عن الخطط ,وسير تنفيذها وتحليل تلك البيانات, واستنتاج الاتجاهات الرئيسية منها والمقابلة بين مراحلها وأبعادها من ناحية, وما تحقق لها من إنجازات وتشخيص المشكلات والساهمة في معالجتها ,واقتراح الحلول في ضوء الإمكانيات تمهيداً للإجراءات ومراحل التنفيذ أو تعديلا للخطط ومراجعتها في مرحلة مناسبة لذا من الواجب مراعاة المرونة في التخطيط وقابلة للتعديل بتغير الظروف والأحوال وعلى ضوء التقويم السليم
ويعتمد جهاز التقويم التربوي في العادة على عدة انواع من التقويم :
* التقويم الموضعي :
      ويرتكز على تقويم الحاجة الكلية التي يعمل فيها جهاز تطبيق الخطة .
* تقويم نمط التنسيق :
     ويرتكز على المقارنة بين الواقع الممارس وما يجب أن يكون عليه .
* تقويم الإنتاج :
    ويرتكز على تقويم الخطط والمشاريع أثناء مرحلة التطبيق وبعدها
*التقويم الطارئ :
  ويرتكز على البحث عن وسائل تطوير المرحلة الحالية والمستقبلية لتكون ملائمة أكثر   للحاجات .
* التقويم الإجمالي :
    يتم هذا التقويم بعد الانتهاء من تطبيق الخطة .
   ولقد أشارت العديد من الدراسات إن المشكلات المتعلقة بالتقويم التربوي التي تواجه    المخططين التربويين ونستطيع تجنبها فيما يلي :-
- غياب التقويم الفعلي للخطط الماضية والحاضرة .
- غياب وسائل التقويم الكفيلة بتحديد نجاح وفشل الخطط الحالية .
- عدم توفر الطرق الكفيلة بتشخيص الحاجات التربوية , غياب وسائل العزيز والتصحيح في أهداف الخطة .
- عدم تطبيق معايير صادقة .
- عدم الاستمرار في تطبيق الخطة .
- المبالغة في ثمن التكلفة مع قلة النتائج .


 محمد بلغيث الشهري  m_monsht@hotmail.com
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تكرما ادعمنا بالتعليق