البحث الإجرائي
البحث الإجرائي في مجال التعليم عبارة عن دراسة يجريها زملاء في بيئة مدرسية عن نتائج أنشطتهم الرامية إلى تحسين مستوى التعليم. وعلى الرغم من قدرة المعلم على إجراء البحث الإجرائي بشكل فردي، إلا أنه وفي معظم الحالات يكون من الأفضل إجراؤه كمجهود مشترك يبذله أعضـاء هيئة التدريس الذين يسعون إلى تحسين مستوى التعليم.
خطوات البحوث الإجرائية
المرحلـة الأولـى مـن البحـث الإجرائي يتـم اختيار محـور
تركيز عملية البحث، ويقصـد به مجال التدريس والتعلم الذي يحتاج إلى تحسين.
ثانيا، يجرى تقييم الاحتياجات ويتم ذلك من
خلال جمع بيانات حـول مـجـال تركيز البحث. ويتمثـل الغرض من جمع البيانات في تلك المرحلة
في فـهـم المشكلة قيد البحث، والتعرف على كيفية حلها، وجمع البيانات الأساسية للمساعدة
في تقييم الجهود الرامية إلى التحسين.
أما المرحلة الثالثة من البحث الإجرائي، فهي
تصميم خطة عمل لحل المشكلة وتتضمن الخطة القيام بأنشطة لتقييـم نجـاح جهود التحسين.
وتتمثـل المرحلة الرابعة في تنفيذ الخطة.
أما المرحلة الخامسة فهي عملية التقييـم وفيهـا
يتم جمع البيانات المتعلقة بنتائج خطة العمل وتحليلها. وبناءًا على عملية التقييم،
يتقرر إما الاستمرار في السعي لتحقيق أهداف خطة العمل وممارسة أنشطتها أو تعديلها أو
التوقف عنها كليا.
وقد يشتمل البحث الإجرائي الجماعي على المساعدة المباشرة، وتقييم التدريس، وتطوير المجموعات، والتطور المهني، وتطوير المناهج الدراسية.
أولا: يجـري الفريـق تقييم احتياجات لأعضاء هيئة التدريس ويجمـع بيانات أساسيـة لتحديد الأهداف المشتركة لتحسين مستوى التعليم. ويمكن استخدام الملاحظات كجـزء من تقييـم الاحتياجات، ويمكن اختيار أي نوع من الملاحظات الآتية:
التكرار النوعي.
مؤشر الأداء.
المخططات البصرية.
السرد الحرفي أو السرد الحرفي الانتقائي.
سرد جميع الأحداث الفصلية منعزلة عن بعضها البعض.
ملاحظة مفتوحة يقوم بها معلم مشارك.
الاستبانة المركزة.
نظم الملاحظة المخصصة وفق الغرض المطلوب.
الملاحظات الصفية على مستوى المدرسة.
أمـا الأساليب الأوسـع نطاقا لتقييم الاحتياجات فيمكن اختيارها من القائمة الآتية:
استخدام النظر والسمع في رصد الملاحظات.
السجلات الرسمية.
مراجعة وتقييم أعمال المعلم والطالب.
المراجعة من جانب طرف ثالث.
استطلاع متعدد الاختيارات.
استطلاع تحريري مفتوح.
استطلاع الفحص والتصنيف.
أسلوب دلفي (Delphi).
أسلوب المجموعات الإسمية.
مخططات السبب والنتيجة.
المخططات الانسيابية.
مخططات باريتو.
ثانيـا يقـوم الفريق بأنشطة عصف ذهني تشمـل مهام الإشراف، ويستطيع الفريق الإجابة على الأسئلة الخمسة الآتية بما يتناسب مع مهام الإشراف الفنية:
ما نوع ومعدل تكرار المساعدة المباشرة التي يجب تقديمها إلى المعلمين لتحقيق الأهداف التعليمية؟
ما أنواع التقييم التكويني للتدريس التي ينبغي إدراجها في خطة العمل؟
ما الاجتماعات والمناقشات التي يجـب أن تنظم كجزء من تطوير المجموعة حتى يستطيع أعضاء هيئة التدريس المشاركة فيها لتحقيق الأهداف التعليمية؟
ما فرص التطـور المهني التي يجب توفيرها لأعضاء هيئة التدريس مثل المحاضرات وورش العمل والعروض البيانية والمقررات التعليمية والزيارات الميدانية لتحقيق الأهداف التعليمية؟
ما تطوير المنهج الدراسي الضروري باعتبار محتوى المقرر التعليمي، وأدلة المنهج الدراسي، وخطط الدرس، والمواد التعليمية لازمة لتحقيق أهداف عملية التعليم؟
رابعـا يقـوم الفريق بتنفيذ الخطة مرورا بمراحـل الاستعداد، والتثبيت، والمبادرة، والعمليات التامة، والمواصلـة والتجديد وغير ذلك من المسائل التي ناقشناها في الفصل الرابع عشر. وبالتوازي مع عملية التنفيذ، يجـري الفريق تقويما تكوينيـا مستمرا للبحث الإجرائي ونتائجه، ويختـار أنواعا من الملاحظات، ومنطلق التقييم التكويني. وبناء على التقييم التكويني، تُجرى تعديلات مستمرة في البحث الإجرائي حسبما يقتضي الأمر.
خامسا: يختار الفريق تصميم برنامج التقييم الختامي الذي يتمكنون من خلاله تحليل البيانات، والتأكد مـن تحقيق الأهداف، وتحديد الإجراءات الإضافية التي يجب اتخاذهـا. وفي الغالب يتم إجراء التقييم الختامـي قـبـل نـهـايـة العام الدراسي بمدة قصيرة. وقد يكون هـذا التصميم كميا أو نوعيـا أو مزيجا من النوعين. وتشمل الأسئلة التي يجب طرحها في أثناء هذا التقييم ما يأتي:
ما الغرض من التقييم؟
من سيقوم بإجراء التقييم؟
ما الأسئلة التي يجب الإجابة عليها؟
ما البيانات التي سيتم جمعها؟ وكيف سيحدث ذلك؟
كيف سيتم تحليل البيانات؟
كيف سيتم إعداد تقرير عن التقييم؟
توسيع الحدود: منهجيات البحث الإجرائي البديلة
تعتبر منهجية حل المشكلات من المنهجيات التي تستخدمها معظم المدارس. حيث يتـم تحديد المشكلة وجمـع بيانات تقييم الاحتياجات لمعرفة مزيـد مـن المعلومات عن المشكلة، ثم تصمم خطة عمل لحل المشكلة وتنفذ، وبعد ذلك يتم جمع بيانات التقييم لتحديد معدل التقدم الذي تم إحرازه نحو تحقيق الأهداف ونوعية التعديلات التي قد تتطلبها خطة العمل.
وفي الواقـع هنـاك منهجيات بديلة للبحث الإجرائي قد ترغب المدارس في دراستها. وهي منهجيات ثلاث بديلة للبحث الإجرائي تشتمل على البحث الإجرائي التفسيري، والبحث الإجرائي النقدي، الاستقصاء التقديري.
البحث الإجرائي التفسيري
يسعى المعلمون الذين يقومون بالبحث الإجرائي التفسيري إلى فهم الظواهر التي تلاحظ في المدارس وفـهـم تـصـور المشاركين عن هذه الظواهر. ومن بين الظواهر التي يمكن دراستها ثقافة المدرسة، وتطبيق المناهج الدراسية الجديدة في الفصول الدراسية، والتفاعل بين المعلمين والطلاب في أثناء المناقشات الصفية لقضايا مثيرة للجدل.
البحث الإجرائي النقدي
يفحص البحـث الإجرائي النقدي وينتقد الطرق المقررة والمسلم بها التي تدعم عـدم تحقيق العدالة، مـع اهتمامه بتغيير تلك الممارسات بهدف زيادة مستوى إرساء مبدأ العدالة، وبشكل خاص، يفحص البحث النقدي علاقات القوة التي تؤدي إلى عدم إرساء مبـدأ العدالة، كما يتم دراسة القوى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الخارجية التي تدعم عدم تحقيق العدالة، إلى جانب دراسة طـرق التغلب على الآثار السلبية لهذه القوى. ويستخدم الباحثون النقديون التطبيق العملي للنظريات الذي يعني إجراء دورة تفاعلية من التطبيـق بهدف بناء نظرية. وفي البحـث الإجرائي النقدي، يأخـذ التطبيق العملي شكل دورة مستمرة من التطبيق والتأمـل تهدف إلى تحرير الجماعات والأفراد من المعاملة غير المنصفة.
الاستقصاء التقديري
الاستقصاء التقديري هـو صورة فعالة من صور بحوث الممارسين في مدارس رياض الأطفال وحتى التعليم الثانوي إلى جانب كونه نموذجا من نماذج البحث الإجرائي الذي يتم تطويره خارج مجال التعليم.
وقد اقترح المطوران كوبريدر وسريفاستفا، منهجية الاستقصاء التقديري هـذه كمنهج بديل لنمـوذج حل المشكلات التقليدي. ويرى هذان المطوران بـأن المجموعة أو المؤسسة تكون أقرب إلى تحقيق أهدافها إذا ما كانت تبني تقدمها على ما هو إيجابي بالنسبة لها وليس من خلال الخوض طويلا في المشكلات القائمة. ويختلف الاستقصاء التقديري عن النماذج التقليدية للبحث الإجرائي في أنه يركز على طريقة تفكير الأفراد وليس على ما يقومون به، وفي التزامه بعدم فرض قيود رقابية على جهود التغيير المخطط له وتعزيزه لمنهجيـة أكثر ارتجالية في مرحلة الإجـراء، ويعتمـد الاستقصـاء التقديـري على خمسة مبـادئ أساسية هي:
المبدأ البنائي: حيث يكون أعضاء المجتمع المدرسي هم من وضعوا الواقع الراهن للحياة المدرسية من الناحية الاجتماعية، ولذلك يمكنهم المشاركة في إقامة واقع أفضل للمستقبل.
مبـدأ التزامـن: ويعني بأنه لا يمكن في الحقيقة فصل البحث المتعلق بوضع المدرسة عن التدخلات التي تطرؤ عليها، فالبحث والتدخلات وجهان لعملة واحدة.
المبدأ الشعري: حيث يستطيع أعضاء المجتمع المدرسي تقييم الجوانب الإيجابية للمدرسة من خلال إلقاء الضوء على تلك الجوانب التي قد تكون أساسا للنمو في المستقبل.
المبدأ الاستباقي: ويظهـر عندما ينجح أعضـاء المجتمع المدرسي في تكوين رؤية إيجابية للمستقبل ويصـفـون لـنـا هذا المستقبـل بتفاصيله الدقيقة، ويسعون إلى تحقيق تلك الرؤية ولذلك يميلون إلى التحرك بطبيعتهم نحو تحقيق تلك الرؤية.
المبـدأ الإيجابي: ويتمثل في بناء صور إيجابية للماضي والحاضر والمستقبل يصاحبها الأمل والثقة والاحتفال بالإنجازات على طول مسيرة المدرسة إلى الأمام، تدفعها طاقة إيجابية نحو تحقيق رؤيتها.
ويشمل النموذج الأصلي للاستقصاء التقديري مراحل أربع وهي: الاكتشاف، والحلم، والتصميم، والتنفيذ النهائي، وقـد أضـاف نمـوذج أحـدث مرحلة خامسة في بداية العملية وهي مرحلة التعريف
من كتاب الاشراف والقيادة التربوية: منهج تطويري
يوجد حقيبة تدريبية متواضعة مجانا لمن ارادها التواصل على الواتس 0560753243