لوحات الاعلانات

استراتيجيات التعلم التعاوني وتدريس الاستماع


استراتيجيات التعلم التعاوني وتدريس الاستماع

استراتيجيات التعلم التعاوني:
يعد التعلم التعاوني نموذجا تدريبيا يتطلب أن يعمل الطلاب مع بعضهم بعضا، وأن يعمل كل منهم مع الآخر، وأن يتحاوروا سويا فيما يتصل بالمواد الدراسية، وأثناء هذا التفاعل تنمو لديهم مهارات شخصية واجتماعية إيجابية. 
ويعد التعلم التعاوني من الاتجاهات الحديثة التي تساير أنماط التعلم الصفي من خلال العمل مع الآخرين داخل الفصل الدراسي، حيث يتم تبنى مبدأ التعلم الجماعي، ويتم تقسيم التلاميذ لعدة مجموعات تضم كل مجموعة عددا من التلاميذ يشتركون في إدارة مهمة معينة من خلال مبدأ المفاوضة الاجتماعية، وقد يتطلب الأمر توزيعاً للأدوار فيما بينهم، والمعلم ليس بعيدا عن المشاركة الجماعية بل إنه عضو في كل مجموعة ولكنه لا يمارس دور موزع المعرفة أو الحكم وإنما يوجه المجموعات إلي إعادة التفكير فيما وصلوا إليه، ومن خلال عمل التلاميذ في مجموعات صغيرة تنمو لديهم العديد من العلاقات الاجتماعية، وتتوثق روابط الصداقة وتنمي لديهم العديد من المهارات والاتجاهات، بالإضافة إلي ارتفاع مستوي التحصيل.
فالتعلم التعاوني نسق من الأفكار التي أسست لملائمة الفروق الفردية والذكاءات المتعددة وأنماط التعلم بين المتعلمين، وقد ترجمت هذه الأفكار إلى استراتيجية تدريسية تقوم علي عمل المتعلمين في مجموعات صغيرة من أجل تحقيق أهداف تربوية مقصودة من خلال نشاط تعليمي من إعداد المعلم وبتوجيهه، ومن خلال تعاون المتعلمين يتعلم التلميذ البطئ من الفائق، أو يكمل المتعلم ما لدي زميله من معرفة ومهارات وقيم، وتنمو لديهم المهارات الاجتماعية والمعرفية، ويصبح دور المعلم ميسرا ومنظماً وموجهاً ومخططاً ومقوماً. 
وتعد نظرية الذكاءات المتعددة لجاردنر هي الأساس النفسي للتعلم التعاوني، كما تعد نظرية "باندورا"(التعلم الاجتماعي)هي الأساس الاجتماعي في التعلم التعاوني .
ويكون التعلم تعاونيا إذا ما توافرت فيه العناصر(المقومات) التالية:
- الاعتماد الإيجابي المتبادل: حيث يتكاتف الجميع من أجل التعلم من خلال اعتمادهم على بعضهم البعض، وعليه يدرك كل شخص منهم أن جهده لا يفيده فحسب بل يفيد أعضاء مجموعته.
- المسئوليه الفردية: بمعنى أن الطالب يبذل جهدا فرديا في التعلم حتى يتقن المطلوب منه.
- التفاعل وجها لوجه: حيث يلتقي أعضاء المجموعة الواحدة وجها لوجه ويحدث بينهم تفاعل إيجابي لإنجاز المهمة المكلفين بها.
- المهارات الاجتماعية: بمعنى القدرة على المشاركة في الأفكار والمشاعر، والتعبير عن الأفكار بوضوح وفاعلية، بالإضافة إلى القدرة على حل الاختلافات والصراعات بينهم أو غير ذلك من القدرات المطلوبة للعمل التعاوني.
- معالجة عمل المجموعات: حيث يجب أن ينضوي التعلم التعاوني على عنصر تقييم أداء عمل أفراد المجموعة في إنجاز المهام، وكذلك تقييم هذه المهارات بهدف تعرف الأخطاء والضعف في المهارات بقصد التخلص من هذه الأخطاء وتنمية المهارات.
ومن أهم مزايا التعلم التعاوني في تعليم التعبير أنه:
   ينمى المهارات الاجتماعية مثل: فهم الذات وفهم الآخر والتواصل اللغوي والتعاون، والإيثار وتبادل الاحترام، والتخطيط والتنظيم، يتعلم التلميذ من زميله أفضل من أي مصدر آخر لقرب مستوى الفهم لديهما، يقلل من الخوف والقلق والتوتر المصاحب لعملية الكتابة ويقضى على انطواء بعض التلاميذ، يدعم الشعور بالثقة ويعزز النجاح، ينمى مهارات التفكير بأنواعه، يفيد في تنمية القيم الأخلاقية والميول نحو الكتابة والاتجاه نحو المادة .
هناك عدة أشكال للتعلم التعاوني ، لكنها جميعاً تشترك في أنها تتيح للمتعلمين فرصا للعمل معاً في مجموعات صغيرة يساعدون بعضهم بعضا ، وهناك ثلاثة أشكال هامة موضحة بالشكل هي: 
أ ) فرق التعلم الجماعية: 
وفيها يتم التعلم بطريقة تجعل تعلم أعضاء المجموعة الواحدة مسئولية جماعية ويتم من خلال الخطوات التالية :
- ينظم المعلم التلاميذ في جماعات متعاونة وفقاً لرغباتهم وميولهم نحو دراسة مشكلة معينة ، وتتكون الجماعة الواحدة من ( 2-6 ) أعضاء.
-يختار الموضوعات الفردية في المشكلة ويحدد الأهداف والمهام ويوزعها على أفراد المجموعة.
- يحدد المصادر والأنشطة والمواد التعليمية التي سيتم استخدامها .
- يشترك أفراد كل مجموعة في إنجاز المهمة الموكلة لهم .
- تقدم كل مجموعة تقريرها النهائي أمام بقية المجموعات
ب : الفرق المتشاركة:
1-وفيها يقسم المتعلمين إلى مجموعات متساوية تماما ، ثم تقسم مادة التعلم بحسب عدد أفراد كل مجموعة بحيث يخصص لكل عضو في المجموعة جزءا من الموضوع أو المادة.
2-يطلب من أفراد المجموعة المسئولين عن نفس الجزء من جميع المجموعات الالتقاء معاً في لقاء الخبراء ، يتدارسون الجزء المخصص لهم ثم يعودون إلى مجموعاتهم ليعلموها ما تعلموه .
3-يتم تقويم المجموعات باختبارات فردية وتفوز المجموعة التي يحصل أعضاؤها على أعلى الدرجات 
ج ) فرق التعلم معاً:
1-وفيها يهدف المتعلمون لتحقيق هدف مشترك واحد ، حيث يقسم المتعلمون إلى فرق تساعد بعضها بعضا في الواجبات والقيام بالمهام ، وفهم المادة داخل الصف وخارجه 
2-تقدم المجموعة تقريراً عن عملها وتتنافس فيما بينها بما تقدمه من مساعدة لأفرادها.  
3-تقوّم المجموعات بنتائج اختبارات التحصيل وبنوعية التقارير المقدمة
 وقد أكدت نتائج الدراسات والبحوث على فعالية التعلم التعاوني في تنمية مهارات الاستماع، وهذا ما أكدته دراسة "ماك ليستر" 1995، والتي اقترحت (48) خطة تدريسية لمساعدة تلاميذ المرحلة الابتدائية على العمل معا في إطار تعاوني، وهم يتعلمون فنون اللغة، وتتضمن تلك الدروس (الاستماع للفهم، والتحدث للتواصل، والقراءة من أجل المعلومات، والكتابة للتواصل) وتشير النتائج إلي فعالية التعليم التعاوني في تعلم فنون اللغة بصفة عامة، والاستماع خاصة في هذه المرحلة.
وقد أكدت البحوث والدراسات على استخدام هذه الاستراتيجية في تدريس بعض أنواع الاستماع ومنها: 
(أ) الاستماع التفاعلي: هناك أهمية لبعض أنشطة الاستماع التفاعلي في تدريس الاستماع، ومنها المحادثات، والأنشطة القائمة على المناقشات، والألعاب التواصلية، مثل (صف وارسم)، والاستماع التنبؤي (الاستماع إلي نص، ثم يطلب من التلميذ التنبؤ بما سيحدث أو سيقال، ثم مراجعة تنبوئه أثناء العرض والمقابلات مع الزملاء في الفصل أو زملاء آخرين خارج الفصل وتتم معظم هذه الأنشطة في مجموعات صغيرة؛ حيث التفاعل الجيد. 
(ب) الاستماع التعاطفي: يعرف الاستماع التعاطفي بأنه: الإحساس بالآخر، أى فهم وإدراك ما يقوم الآخر بإيصاله، فضلا عن حساسية لحالته العاطفية، كما يرى البعض أن الإحساس بالآخر هو لب الاستماع التعاطفي، ويقترح في تدريس الاستماع التعاطفي البدء بوحدة في (الاتصال والمشاعر) يستخدم فيها المعلمون أنشطة تستثير الطلاب للتواصل معا، وعمل تدريبات تساعدهم على تحديد "مصدر المشاعر، وتدوين" نقاط مهمة "عن المشاعر أثناء التدريبات، مع تزويد الطلاب بإرشادات عن طبيعة العواطف مثل:
- إن المشاعر (المتحدث– المستمع) لا توصف بالجودة أو الرداءة، بل هى مجرد مشاعر.
- إن المشاعر توجد في كل التعاملات. 
- إن الطريقة التي يفكر بها الناس تؤدى إلي المشاعر.
- يجب أن يعبر التلميذ عن مشاعره، بدلا من كبتها.
- أهمية نمو الحصيلة اللغوية للتعبير عن المشاعر بالكلمات. 
(ج)الاستماع الناقد: تتضمن عملية الاستماع الناقد فهم ما يقوله الآخرون بصورة تتضمن تحليل أحاديتهم وإخضاعها للتساؤلات المتنوعة. 
ويعرف الاستماع الناقد على أنه عملية من أربعة جوانب أو عمليات هي: 
• فحص المواد المسموعة، وتحليلها في ضوء دليل موضوعي يتصل بها.
• مقارنة الأفكار والمعلومات ببعض المعايير. 
• الوصول إلي حكم نهائي.
• العمل وفق هذا الحكم، أو إتباعه.
وتتنوع مهارات الاستماع الناقد لتشمل:
• تمييز الحقيقة والاستنتاج، والافتراض والرأي.
• تحديد المعلومات وثيقة الصلة بالموضوع. 
• تحديد غرض المؤلف. 
• تبين الاختلافات في وجهات النظر.
• إدراك التضمينات.
• كشف المحاباه والتحامل والدعاية.
• مقارنة ما يقال بالمعلومات السابقة.
• الحكم علي صدق المعلومات وتعميمها.
• استنتاج الأحكام النهائية.
• التوصل إلي توصيات.
4-الاستراتيجيات المعرفية:
وهي الاستراتيجيات التي تسهم في تنمية التفكير المعرفي وتضم كلا من: حل المشكلات، التفكير الناقد، التفكير الإبداعي، ومن أمثلتها: العصف الذهني، حل المشكلات، قوائم الخصائص، القبعات الستة وغير ذلك.
ويمكن تعريف الاستراتيجيات المعرفية بأنها: طرائق خاصة يستخدمها المتعلم ليتعامل مع مشكلة أو مهمة بغرض تحقيق نهاية محددة كما أنها مخطط للتحكم في المعلومات التي يتلقاها المتعلم وإدارتها .
وتقوم استراتيجيات التعلم المعرفية على مجموعة من الأسس منها: تحقيق الكفاءة التواصلية كهدف رئيسي من تعلم اللغة، زيادة أدوار المعلم؛ حيث تحوله من الدور التقليدي إلي دور الميسر والنظم للعملية التعليمية، الاهتمام بما هو أكثر من المعرفة، إلي ما تحقيق وظائف أخرى فوق معرفية مثل التخطيط والتنظيم والتقويم، لا تخضع جميع الاستراتيجيات للملاحظة فمثلا الاستراتيجيات التذكرية لا يمكن ملاحظتها، تتسم هذه الاستراتيجيات بالمرونة، فلا يمكن التنبؤ دائما بأنماطها . 
ومن أهم إجراءاتها:
• عملية الاستماع من المركب إلي البسيط: top –dawn process 
-استمع إلي لب الموضوع. 
• استمع للأفكار الرئيسة أولا. 
-الاستدلال (إتمام المعلومات الناقصة وتخمين معاني الكلام للوصول للمعني)Inferncing
• استخدام مفاتيح سياق الكلام.
• استخدام معلومات من سياق الكلام. 
• استخدام معلومات من كلمات المحتوي.
• استخدام معلوماتك العامة عن العالم.
• طبق معلوماتك عن اللغة المستخدمة لتقديم المادة المسموعة.
• استخدم المفاتيح البصرية للأشياء المرئية. 
-التوضيح  (إتقان التفسير المبدئي لإعطاء معني كامل)Elaboration
• اعتمد علي معلوماتك عن العالم.
• اعتمد علي معلوماتك عن اللغة المستخدمة لتقديم المادة المسموعة.
-التنبؤ(توقع محتويات النص)
• توقع المحتويات العامة.
• توقع التفاصيل أثناء الاستماع.
-التصور(تكوين صور ذهنية عما يستمع إليه )Visualization
• تخيل مناظر وأحداث وأشياء. ......وأشياء توصف لك.
• تتصور ذهنيا تهجئة الكلمات المستخدمة لتقديم المادة المسموعة.
عملية الاستماع من البسيط للمركب Bottom-up processing
-فهم كل كلمة وكل التفاصيل الخاصة بالمادة المسموعة. 
• أحاول فهم معاني معظم الكلمات والجمل المستخدمة لتقديم المادة المسموعة. 
• أحاول فهم معظم تفاصيل المحاضرة أو المادة العلمية المسموعة.
-الترجمة (تحويل وربط كل لكلمات والجمل والمصطلحات بموضوع المحاضرة، فالكلمات يتغير معناها بتغير المادة العلمية والسياق على سبيل المثال.
-التثبيت أو التركيز(تركيز الانتباه علي فهم جزء صغير من النص )Fixation
• أتوقف وأفكر في معاني الكلمات والمصلحات أو الأجزاء الصغيرة من النص بين الحين والآخر.
• أتذكر /أكرر المصطلحات أو الأفكار الجديدة علي. 
-التلخيص (نظم المعلومات المهمة في العقل)Summarization
-تدوين الملاحظات (دون الأفكار الرئيسة أو المفاهيم أثناء الاستماع )Not taking

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تكرما ادعمنا بالتعليق