لوحات الاعلانات

استراتيجيات التعلم التعاوني وتدريس الاستماع



استراتيجيات التعلم التعاوني وتدريس الاستماع


طرائق ووسائل تدريس الاستماع:
من طرائق ووسائل تدريس الاستماع ما يلي:
1- المناقشات: 
ففي المناقشات مجال للممارسة الجيدة للاستماع، لأنها تتيح الفرصة للتلاميذ أن يستمع بعضهم إلي بعض، خاصة إذا كانت المناقشة بهدف اتخاذ قرار ما، فقد يطلب من الطلاب التخطيط لرحلة أو نزهة أو غير ذلك، فيتناقشون، ويستمع بعضهم إلي بعض من أجل اتخاذ قرار يهم الجميع.
2-المحادثات:
يمكن أن يستمع الطلاب إلي محادثات قصيرة، تمدهم بتلميحات قليلة جدا عن موضوع المحادثة، ويطلب منهم تحديد المتحدثين، وأين هم؟ وعم يتحدثون؟ ويطلق على هذه المحادثات اسم "المحادثات الغامضة. 
وقد أثبتت دراسة أخرى فعالية برنامج قائم على تدريب تلاميذ الصفين الرابع والخامس على إجراء محادثات في تنمية مهارات الاستماع الهادف، وقد تضمن البرنامج عشرة تعيينات تدريبية، تتضمن عشرة مواقف للاتصال الشفوي، وهى مواقف التعارف، والمحادثات الهاتفية، والترحيب، والبيع والشراء، والتهنئة، والشكر، والاعتذار، والنصح والإرشاد، والوصف، والترفيه، والتسلية. وتضمن البرنامج أسئلة موضوعية (الاختيار من متعدد) لقياس مهارات الاستماع الهادف أثناء تدريب الطلاب على المحادثات في كل تعيين.
2- سرد القصص:
يستطيع المعلم أن يسرد قصة إلي طلابه، ويطلب إليهم واحدا بعد الآخر أن يسرد القصة بلغته هو، وأن يقترح لها عنوانا، ويضع بعض الأسئلة لوقائعها، وقد يطلب المعلم إلي تلميذ متفوق إعداد قصة خارج الفصل، وبعد تدريبه على قراءتها يلقيها أمام زملائه، ثم يلى ذلك مناقشة وقائع القصة، وتسلسل أحداثها، ويجب أن تروى القصة تلقائيا بقدر المستطاع.
وتؤكد دراسات عديدة على فعالية سرد القصص في تنمية مهارات الاستماع، ومن هذه الدراسات دراسة بيجراف (Bygrave) 1994 التي أجريت على 29 طفلا (6-9 سنوات) ذوى صعوبات في التعلم، وتشير نتائجها إلي أن سرد القصص قد أدى إلي تحسن مهارات فهم المسموع لدى هؤلاء الأطفال. 
3- الأغاني:
تمثل الأغاني نمطا جيدا من أنماط الاستماع، وذلك لأن الطلاب يتعلقون بها بدرجة كبيرة، ويمكن دمجها مع جزء معين من المهمة، ويمكن أن نطلب من الطلاب إكمال بعض الكلمات المحذوفة من الجملة. 
4- النكات:
وعادة يلقيها متحدث واحد، وهنا يحتاج معظم المتعلمين لممارسة الاستماع لمادة سمعية يلقيها متحدث واحد عادة، ويحاول المستمعون من خلال هذا النشاط معرفة المتحدثين، عندما لا تتاح لهم فرصة رؤيتهم. كما يمكن إعادة تعديل التعليمية المسموعة. 
5- الفقرات السمعية:
يمكن اختيار فقرات أو قطع سمعية تتفق مع ميول ورغبات الطلاب، ترتبط بخبرتهم الشخصية، وتستخدم في تنمية مهارات الاستماع، وذلك من خلال الأسئلة التي تعقب الاستماع إلي تلك القطع أو الفقرات، وتتطلب هذه الأسئلة، تحديد الأفكار، والتمييز بين ما هو رئيسي، وما هو فرعى، واستنتاج حقائق معينة، وإدراك معاني بعض الكلمات من خلال السياق.
ومن الدراسات التي استخدمت القطع والفقرات السمعية من خلال برنامج يستهدف تنمية مهارات الاستماع دراسة عبد الوهاب هاشم (1988) التي أجريت على عينة من تلاميذ الصف الرابع والخامس والسادس الابتدائي، وقد تضمن البرنامج مجموعة من القطع السمعية، ويعقب كل قطعة أسئلة موضوعية من نوع الاختيار من متعدد، وإعادة الترتيب، وتقيس هذه الأسئلة ثماني مهارات.
ويرجع التحكم في سهولة وصعوبة الفقرات السمعية إلي خبرة المتعلمين باللغة المنطوقة؛ حيث تتدرج من لغة مباشرة إلي لغة أكثر تعقيدا بناء على تدرج أنشطة الاستماع داخل الفصل. ويمكن أن تتدرج هذه الأنشطة من جهتين؛ الأولى تدرج النص، والثانية تدرج المهمة.
فالنص يمكن تعديله إلي الأسهل عن طريق:
• المدخل (Input): يمكن تعديل المادة قبل التسجيل عن طريق إعادة نص مكتوب يقل فيه عدد المفردات غير المألوفة، وبعد التسجيل عن طريق حذف الفقرات الأكثر تعقيدا، الأكثر سرعة، لتبقى فقرات سمعية أسهل.
• التدعيم (Support): وذلك بتقديم مساعدة إضافية تتمثل في تقديم مواد مصاحبة لفقرات الاستماع نفسها، مثل تزويد الطلاب بقائمة مفردات ليتدربوا عليها قبل الاستماع إلي النص.
وأما من ناحية تدرج المهمة فيمكن تعديلها إلي:
• العملية (Process) : وهى ترتبط بغرض الاستماع؛ فقد يكلف المعلم طلابه بالتقاط النقاط الرئيسة؛ لتحديد موضوع المحادثة مثلا. فالاستماع إلي النشرة الجوية قد يكلف المعلم طلابه بعملية يسيرة لا تتجاوز الإجابة عن سؤال نحو "في أى فصل من فصول السنة يكون هذا" (وتعديل العملية هنا يراعى فيه عدد التلميحات الممكنة التي يلتقطها الطلاب وهم يستمعون).
• المخرج (output): يمكن تعديله عن طريق تيسير النشاط البدني المطلوب من المتعلم، لكي يشعر بأنه قد أنجز المهمة بشكل مقبول، فقد يطلب إليه الاختيار من متعدد أو المزاوجة أو وضع علامة صواب أو خطأ، فهذا أيسر من البدء في صفحة بيضاء. 
7- بعض برامج الإذاعة والتلفاز:
يمكن تنمية مهارات الاستماع عند الأطفال من خلال انتقاء بعض البرامج في الإذاعة والتلفاز، واستخدامها في عرض بعض الدروس بطريقة منظمة، ليكون الاستماع إلي هذه البرامج جزءا مهما من المنهج. كما يمكن تكليف الطلاب متابعة بعض برامج الإذاعة أو التلفاز، حتى يتمكنوا من تفنيد الدعاوى المغرضة، والحقائق المشوهة، والادعاءات الكاذبة فيما يعرض عليهم. 
8- الأنشطة والتدريبات السمعية:
هناك بعض الأنشطة والتدريبات المتخصصة، لتنمية مهارات الاستماع وهى:
• التعليمات Instruction: يمكن أن يستمع الطلاب إلي تعليمات المعلم، والتي تتمثل في شرح المعلم لصورة من الصور، ثم يقوم الطلاب برسمها، أو ترتيب مجموعة صور تمثل مشهدا، أو إكمال خريطة، أو السير في طريق على خريطة للوصول إلي مكان معين.
• تدريب الأذن (Ear training) ينبغي تدريب الأذن على التمييز بين الأصوات الأساسية، مثل التمييز السمعي بين أصوات الحروف المتشابهة في النطق مثل: (سار- ثار- صار) والضغط على المقاطع، وأنماط التنغيم مثل (محمد نجح) بصيغتي الإخبار، والاستفهام. وهذه التدريبات تساعد على تحسين قدرة الطلاب الاستقبالية، خاصة إذا تم تقديمها بصورة تشبه طريقة اللعب أو المباريات.
• الأنشطة القائمة على التكملة Completion – type activities: في هذه الحالة يستمع الطلاب إلي قصة غير كاملة، أو وصف لأغنية، يحذف منها كلمات، أو جمل ويطلب إليهم إكمالها بعد الاستماع إليها.
• إيجاد الفروق Finding Differences: يمكن أن يستمع الطلاب إلي روايتين مختلفتين لقصة واحدة، ويحاول الطلاب التعرف على نقاط الاختلاف بينهما. 
• تحديد الأخطاء: ويتم ذلك عن طريق وصف شئ ما للتلاميذ، سواء أكان ذلك يتعلق بشخص أو حيوان، أو مكان، أو رسم صورة حقيقية، أو خيالية بعد الاستماع إلي الشيء الموصوف.
• استخلاص المعلومات Extracting Information: ويعد هذا النشاط أحد الأنشطة الشائعة في تنمية مهارات الاستماع، وفي هذه الحالة يحتاج الطلاب إلي معلومات منظمة نحو شيء ما، وعليهم أن يقوموا بملء هذه المعلومات والبيانات طبقا لتعليمات معينة. فقد يستمع الطلاب إلي برنامج إذاعي مثلا، ثم يطلب منهم تدوين الموضوعات والأفكار التي تم التحدث فيها، ويقرروا ما الذي تم ذكره أولا من هذه الموضوعات. 
9- حل المشكلات Problem solving: 
على سبيل المثال يمكن إعطاء الطلاب صورا لثلاثة أو أربعة أشخاص، أو لأماكن، أو لأحداث معينة، وأن يستمعوا لوصف واحد من هذه الأشياء التي استمعوا إليها، وتكون مهمة الطلاب، تحديد الشخص أو الشيء الذي شاهدوه. كما يمكن أن يطلب من الطلاب أن يصفوا في ورقة عمل بعض المصطلحات التي تم ذكرها في حوار أو مناقشة، وقد أكدت دراسة ذكيان (Zhiqian 1989) على فعالية بعض الأنشطة والتدريبات السمعية في تنمية قدرة الطلاب على فهم المسموع، وشملت هذه الأنشطة والتدريبات: تدريب من أنا؟ ورسم صورة اعتمادا على الوصف. وإكمال لوحة، ورسم بياني لجدول. 
10- الوسائل التعليمية:
للوسائل التعليمية دور فعال في تنمية مهارات الاستماع، سواء أكانت سمعية أم بصرية أم سمعبصرية، أم تكنولوجيا الوسائط المتعددة وهي علي النحو التالي: 
• الوسائل السمعية: تؤكد دراسات عديدة على ضرورة استخدامها في تنمية مهارات الاستماع؛ ومن هذه الدراسات دراسة "كاسبرج وهاريس" (Casbergue & Harris) 1996 التي تقترح ضرورة إعداد كتب سمعية (باستخدام المسجلات) تتضمن مختارات من كتب الأدب، ضمن برنامج تعليم القراءة والكتابة، ليستمع الطلاب إليها في المدرسة والمنزل. 
• الوسائل البصرية: أشارت نتائج البحوث إلي أن استخدام الوسائل البصرية خلال الاستماع إلي النصوص المقروءة جهريا، يساعد الطلاب على تركيز الانتباه، كما أن استخدام الوسائل البصرية كالصور مصاحبة للنصوص السمعية يساعد الطلاب على فهم سياق ما يسمعونه، كما يساعدهم على فهم أجزاء معينة من النصوص، ويمكن استخدام هذه الوسائل أيضا في اختبار الطلاب في فهم ما يسمعونه، فبعد استماعهم إلي قصة، يعطون مجموعة من الصور غير المرئية لإعادة ترتيبها. 
• الوسائل السمعبصرية (الفيديو والأفلام):إن لاستخدام الفيديو،أهمية كبيرة في التدريس، كما أن له أفضلية الاستخدام على الوسائل السمعية؛ لما للفيديو والأفلام المتحركة من فائدة كبيرة؛ حيث يمكن للتلاميذ أن يروا ما يحدث بالإضافة إلي استماعهم له.كما أن استخدام الفيديو يتيح الفرصة للتوقف عند أية نقطة، كي يصف الطلاب ما استمعوا إليه، ويفسروا ما استنبطوه من النص، ومقارنة تفسيراتهم بما يدور حوله النص، كما يتيح لهم استخدام التلميحات البصرية Visual Cues للتنبؤ بما يحدث. 
• الوسائط المتعددة Multimedia:وقد أكدت دراسات كثيرة على فعالية تكنولوجيا الوسائط المتعددة (Multimedia Technology) في تدريب اللغة بفنونها الأربعة.
11- مشاركة الوالدين:
تعد مشاركة الوالدين من الوسائل التي تساعد على تنمية مهارات الاستماع، من خلال التعاون مع المدرسة في تنفيذ برنامج أنشطة الاستماع.
وقد أكدت بعض الأدبيات على دور الوالدين في تنمية مهارات الاستماع؛ حيث يرى براون (Brown,1991) أن مشاركة أولياء الأمور في تنفيذ برنامج أنشطة الاستماع، من خلال نشرات توزع عليهم بمهارات الاستماع، والأنشطة، والألعاب التي تساعد على تنميتها، قد تؤدي إلي تحسين بعض مهارات الاستماع لدى الأطفال، ومنها تمييز الأصوات- فهم الكلمات المسجوعة في قصة- إعادة سرد قصة- إتباع تعليمات شفهية.
 وأكدت دراسة أخرى على فاعلية برنامج تعاوني بين المدرسة والمنزل في تنمية مهارات الاستماع، وتضمن البرنامج قراءة قصص وشعر، مع موضوعات استماع تقرأ جهريا (يوميا)، كما تضمن البرنامج عرض قصص على السبورة الوبرية، بالإضافة إلي إنشاء مركز استماع في الفصل، وطرحت أسئلة قبل قراءة القصص، وفي أثنائها، وبعدها، وأرسل إلي الوالدين شرائط وتسجيلات ليستمع إليها الأطفال في المنزل، وخطابات تحمل أفكارا مفيدة ليستخدمها الآباء مع أطفالهم، بالإضافة إلي أنشطة أخرى مرتبطة بالقصص يستكملها الأطفال في المنزل واستمر البرنامج اثنى عشر أسبوعا، وكل أسبوع ثلاثة أيام، في حصص مدتها ثلاثون دقيقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تكرما ادعمنا بالتعليق