لوحات الاعلانات

علاقة فلسفة التربية بكل من فلسفة اﻟﻤﺠتمع وسياسة التعليم


الملخص
   الفلسفة علم مثل أي علم هي خلاصة للخبرة الانسانية في كل مرحلة من مراحل التاريخ البشري، لذا فتاريخ الفلسفة هو تأريخ الفكر البشري في نشأته، ونموه، وتطوره، وأثرها في انتاجهم الفلسفي, فمنهم من فسرها في بالمعرفة ومنهم تناولها في الكونيات والروح ومنهم من ربطها بالفضائل و الاخلاق ,  وأول من ربطها بالسلوك علماء النفس مما ارتبطت بالتربية ,حيث ذكر ديوي أن التعليم هو الذي يغير السلوك, من المسلم به أن نظم التعليم في مختلف دول العالم تختلف فيما بينها تبعا لتطورها الاقتصادي وأوضاعها الاجتماعية والسياسة , وذلك باعتبار أن نظم التعليم ما هي إلا انعكاس لفلسفة المجتمع التي تسوده,  فالتربية هي ذلك العمل المتناسق الذي يهدف إلى نقل المعرفة, وإلى تنمية القدرات و تدريب و تحسين الأداء الإنساني في كافة المجالات و خلال حياة الإنسان كلها ,أما الفلسفة فهي ميدان يثابر في صياغة النظريات التي تهدف إلى بلوغ مثل عليا , وإذا كان هدف الفلسفة هو المعرفة الأعمق بالغاية من الحياة ، فان التربية هي وسائل و طرائق لذلك الهدف, و من هذا المنطلق يمكن القول أن الفلسفة والتربية وجهان مختلفان لشيء واحد: الفلسفة (فلسفة الحياة) ، التربية هي الوسيلة التي نراهن عليها لترجمة الفلسفة في شؤون الحياة ، ذلك أن التربية هي فلسفة عملية تلامس الحياة الإنسانية بكل تفاصيلها, ولذلك ففلسفة التربية هي غاية في الأهمية لأنها تحدد السياسات التربوية وتحدد أهدافها وبيئة النظام التعليمي,ومن هذا المنطلق فإن أي نظام تستمد الفلسفة من أربعة عوامل رئيسية :طبيعة المجتمع وتقاليده وثقافته وتطلعاته , والطبيعة الإنسانية ومفاهيم العملية التربوية والتقاليد التربوية, وتصاغ الغايات التعليمية من هذا المنطلق ويجب أن تتوافق معها وتحقق طموح هذا المجتمع لأنها تؤثر وتتأثر بما سبق .
الاتجاهات الفلسفية في العصور الأولى:
 فلسفة التربية عند سقراط ( 470 ق م – 389 ق م ) :
أعتقد سقراط أن المعرفة تقدم على أساس يقيني ثابت وكانت غاية الفلسفة في نظر سقراط هي صياغة النفس الإنسانية وطبعها على الحق والخير والجمال، وتحقيق مجتمع أفضل،
- فلسفة التربية عند أفلاطون ( 427 ق م- 347 ق م ):
   تأثر أفلاطون في كثير من آرائه الفلسفية والتربوية وفي طريقته العامة بآراء وطريقة أستاذه سقراط واتفق معه في بعض الأمور بيد أن أفلاطون قد اختلف في كثير من آرائه و نظرياته عن أستاذه سقراط حيث يرى أفلاطون أن الأشياء جميعا ما هي إلا نسخ ناقصة لمثل أزلية كاملة، وأن الطبيعة الحقه للشيء لا توجد في الظواهر التي تقدمها الحواس، بل توجد في المثال، ولذلك فإن الطريق الوحيد لمعرفة المثل هو طريق العقل.
سقراط كان فلاسفة اليونان قبل سقراط مهموم بالنظر الكوني قد أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض  اى أنه سعى نحو تحويل الاهتمام من المسائل (الكونية) إلى المسألة (الإنسانية)  . وما كانت تلك القسمة إلى (النظري) و(العملي) و(المثال)  و(الواقع) في فلسفة أفلاطون وأرسطو  ( )
أرسطو
   وفلسفته تعمل لتسليط الشعور بالواقع ومتطلبات اليقين على غريزة البحث والنظرة المجردة, والرهنه على أن الحقيقة موجودة, اكتشف ان الاداه التي لامثيل لها في المنهج الفلسفي وهي المنطق (بييردوكاسيه,1983,50 )
هومر 700-1300 ق م
 ركز على الفضائل والمثل العليا في شعره واستكملت ببساطة باضافة الدراسات الرياضية والموسيقي  التي امتدحها افلاطون
المنهج الإسلامي
   التربية اليونانية اهتمت بالعقل للإنسان والمسيحية بالجانب الروحي وتميز الإسلام بمنهجه التربوي والشمولى لحياة الإنسان كلها (الروح- العقل- الجسم) حيث نزلت الآية الكريمة بقوله )اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) حثت على طلب العلم أي  تناولت القراءة والكتابة
الغزالي 450 هـ 1085م: نزع إلى الواقعية في تفكيره والحرص على الفضائل وراى أن التربية قادرة على تكميل مابه من النقص وهدف في التعليم إلى الكمال الإنساني بالتقرب إلى الله (تاريخ التربية,136.د.ت).
ابن خلدون 732هـ : قسم العلوم إلى لسانية ونقلية وعقلية
      تعريف الفلسفة: الفلسفة لفظ استعارته العربية من اللغة اليونانية واصله في اليونانية كلمة تتألف من مقطعين : الأول هو (فيلو)أي مُحب, والثاني هو (صوفيا )أي حكمة فيكون معناها ( محب الحكمة) (رفاعي,2000, 11).
الإتجاهات الفلسفية في التربية الحديثة.
أولا- الاتجاه الطبيعي.               ثانيا- الاتجاه البراغماتي.              ثالثا- الاتجاه التكويني.
أولا- الاتجاه الطبيعي.
-          "إبن طفيل"( 571هـ 1185- م ):
  أن المعرفة الذوقية عند ابن طفيل هي أتم مراحل المعرفة و أعمقها، و أضمنها للوقوف على الحق و الثقة به و العمل بموجبه: أما التعليم الديني و التحصيل العلمي و البحث النظري، فمراحل أعداد ليس إلا، بل يرى إبن طفل أن هذه المعرفة قد ينتهي إليها عن غير طريق الشريعة، و إنما يقتضي لذلك ذهن نابه، و أمد طويل، و تأمل عميق
-          "جان جاك روسو":
مفهوم الطبيعة عند روسو مفهوم مركب يحمل عدة وجوه يكمل بعضها بعضا.
ثانيا- الاتجاه البراغماتي:
عرفت البراغماتيه منذ ظهورها على يد الفيلسوف الأمريكي تشارلز بيرس عدة تسميات مثل "الأداتية" و"الوظيفية" و"التجريبية" و"الذرائعية" و"الوسيلية" وكل هذه التسميات تشير إلى معنى البراغماتيه بوجه من الوجوه فهي: اتجاه فلسفي يؤمن بالتجربة انطلاقا من الجانب الحسي للإنسان، كما أنها اتجاه ينظر إلى أهمية الأدوات التي تستعمل للمعرفة والوظائف التي تؤديها الأشياء وما نحمله حولها من أفكار، وبما أن البراغماتية لا تؤمن بوجود حقائق مطلقة فهي تعتبر أن ما نملكه أو نعتمده من طرق ووسائل للوصول إلى نتائج ما هو إلا مجرد ذرائع نتوصل بها إلى نتائج مؤقتة.
-         جون ديوي (John Dewey) (1952-1859)  :
          فلسلفة تبدا التغيير من التعليم والتعليم من التربية حيث يبدأ تعديل السلوك من الأسرة ثم المجتمع ثم المدرسة وأكد أ.د. هاشم حريري على أن الوقاية هي الأول في علاج السلوكيات وان المدرسة دورها وقائي وليس علاجي


ثالثا:الاتجاه التكويني :
هو ذلك الإتجاه الذي سلكه فرع من فروع علم النفس سمي "بعلم النفس التكويني" هو العلم الذي يختص بنشوء و تكوين الظواهر النفسية، و يدرس السلوك بالمنهج التكويني هو منهج تاريخي يتتبع أصل الظاهرة النفسية و يتابع تطورها.
الاتجاه التكويني عند "جان بياجيه" 1986- 1980
و كانت ثمرة بحوث بياجيه العلمية التجريبية حول المعرفة أن أسس علما جديدا أسماه علم تكوين المعرفة ,تطور الذكاء عند الأطفال و تطور تكوين المعرفة عند الإنسان
وتنصب هذه النظرية على دراسة تطور تفكير الطفل وذلك بدراسة كيف نعرف ما نعرفه ، وما مدى هذه المعرفة( )
أقسام الفلسفة:
أولا: العلوم النظرية, أو الحكمة النظرية:
وهي التي تتطلب فيها استكمال القوة النظرية من النفس بحصول العقل بالفعل و يندرج تحتها:
أ- الإلهيات: وتنقسم الإلهيات إلى:
1-    الأمور العامة: وهي العناوين والأحكام والصفات التي لا تختص بموجود دون سواه.
2-    معرفة الله: ويدور فيها حول وجود الله سبحانه وتعالى , وتوحيده , وصفاته وما يرتبط بذلك
ب- الرياضيات : وتسمى العلم ألأوسط لوقوعها في مرتبة متوسطة في سلم المعرفة بين الإلهيات والطبيعيات وتنقسم إلى:
1-    الحساب. 2- الهندسة 3- الهيئة 4-الموسيقي
ج- الطبيعيات : وتسمى العلم الأدنى , والفلسفة الدنيا لوقوعها في مرتبة ادني في سلم المعرفة وهي تبحث في أحوال الأجسام الطبيعية :
1-    الفلكيات. 2- العنصريات أي طبقات الأرض والمعادن.3- السماع الطبيعي. 4-النفس
ثانيا: العلوم العملية , أو الحكمة العملية:
   وهي التي يطلب فيها أولا استكمال القوة النظرية والقوة العملية بالأخلاق , وبصورة آخرى الحكمة المتعلقة بالأمور العملية التي علينا أن نعلمها تُسمى حكمة عملية.بينما الحكمة المتعلقة بالأمور النظرية التي علينا أن نعلمها وليس علينا أن نعملها تسمى حكمة نظرية.
   وتنقسم الحكمة العملية إلى :
1-    الحكمة المدنية.     2- الحكمة الخُلقية  3-الحكمة المنزلية ( ).

بينما تناولت الفلسفة مسائل كثيرة منها:
1- الإلهيات        2- المنطق         3- نظرية المعرفة                 4- الأخلاق
5- فلسفة الجمال              6- فلسفة الدين                             7- فلسفة العلم
علاقة فلسفة التربية بكل من فلسفة اﻟﻤﺠتمع وسياسة التعليم
   فلسفة التربية تحدد المنطلقات الفكرية للعمل التربوي فإن العمل التربوي  إنما هو عمل منظومة فرعية من جملة المنظومات المكونة للمنظمة اﻟﻤﺠتمعية الكلية  بما تشمله من منظومة سياسية ومنظومة اقتصادية ومنظومة ثقافية وهكذا
  والمنظومة التربوية  على هذا الأساس لابد أن تعمل في تناغم واتساق مع سائر المنظومات الاجتماعية  مما يستتبع حتمية الاستناد إلى منطلقات مجتمعية عامة هي التي تشكل ما نسميه بفلسفة اﻟﻤﺠتمع ( ) .
فلسفة النظام التعليمي: للنظام التعليمي فلسفة تنبثق من الفلسفة التي يتبناها المجتمع , ومن مبادئ النظريات التربوية التي يأخذ بها, ويقصد بفلسفة النظام  وهي العوامل التي شكلت أهداف النظام التعليمي والأسس التي قام عليها , والظروف التي شكلت محتواه , وحددت ما يتصل به من تنظيمات وإجراءات إدارية , وتأخذ بعين الاعتبار عوامل أربعة رئيسة هي :
طبيعة المجتمع وتقاليده وثقافته وتطلعاته , والطبيعة الإنسانية ومفاهيم العملية التربوية  والتقاليد التربوية
(ا )
الأهداف
ثانيا: تعريف الأهداف:
تعريف الهدف بشكل عام: تعبير عام عن القصد أو النية أو الرغبة.
  تعريف الهدف التربوي: يعني ما سوف يكون عليه المتعلم حين تتم خبرة التعلم بنجاح وذلك يعني الغاية المقصودة من رسم  الخطط التربوية اللازمة لحياة المجتمع وتقدمه.
    إذن الهدف التربوي ليس غاية نهائية بل استبصار ذكي سابق للنهاية المأمولة في ظل الظروف الراهنة، وبهذا المعنى يرشد الهدف إلى الجهود ويوجه النشاط ويؤثر في الخطوات السلوكية المؤدية إليه.

أنواع الأهداف:
 الغايات (Aims): هي نقطة البداية وهي الوجهه التي تتجه اليها الأنظمة التربوية في أي مجتمع , والغايات في مجملها معاني وقيم مشتقة من مصادر الفكر التربوي لتوجيه وضبط وتقويم مسار النظام التعليمي ومرادفها فلسفة التربية وهي تختلف من مجتمع لاخر ()
الأهداف العامة(Goals): وهي أهداف توصف في عبارات اقل عمومية من عبارات الغايات, ولا تخص مرحلة بعينها وإنما هي صالحة لتوجيه وضبط مجمل حركة النظام التعليمي, وهي تتألف وتتقارب فيما بين المجتمعات, والاختلاف يكمن في الدرجة لا في النوع( ).
الأهداف المرحلية: تشتق من الأهداف العامة وهي اقل عمومية وترتبط بكل مرحلة تعليمية وتصنف ماقبل المدراسة, واهداف المرحلة الابتدائية , وهكذا.
الأهداف صفية: وهي التي ترشد وتوجه المعلم بطريق غير مباشر إلى ما يتوقع أن يحققه الطلاب من تحصيل ثقافي وتربوي خلال السنة الدراسية التي هو فيها( ).
الأهداف تعليمية عامة للمنهج: وهي المستوى التفصيلي للأهداف التربوية وفيه تحدد هذه الأهداف تحديدا اكثر نوعيا وتخصصيا وتفصيلا بحيث تصبح موجهات لإعداد واختيار مواد التعليم والتقويم بعد ذلك( ).
أهداف تعليمية محددة(سلوكية): وهي الأهداف التي يقوم المعلم بوضعها من اجل تنفيذها خلال الحصة  الدراسية المحددة بزمن وتظهر اثارها في سلوك التلاميذ.
وقسمت هذه الأهداف بموجب تصنيف بلوم على مجالات ثلاث:
-         المجال المعرفي الادراكي: ويتضمن المعلومات والحقائق.
-         المجال انفعالى (العاطفي): ويتضمن الاتجاهات والقيم وماشابهها .
المجال الحركي (المهاري): ويتضمن المهارات
خصائص الأهداف التربوية
يجب أن تتصف الأهداف التربوية ببعض الخصائص الجوهرية وهي:
1-    أن تكون الأهداف التربوية متفقة مع الطبيعة الإنسانية مراعية لحاجاتها قابلة لإطلاق قدراتها الإبداعية.
2-    أن تحدد أهداف التربية العلاقة بين الفرد والمجتمع،ثم بينه وبين التراث الاجتماعي من عقائد وقيم وتقاليد ومشكلات.
3-    أن تلبي هذه الأهداف حاجات المجتمع الحاضرة وتعالج مشكلاته.
4-    أن تكون مرنة قابلة للتغير حسب ما يتطلبه التطور الجاري والمعارف المتجددة.
5-    أن ترشد الأهداف العاملين في التربية إلى ما يجب أن يتعلموه،وأن تساعدهم على تحديد الطرق اللازمة في التربية والتعليم،والأدوات اللازمة لقياس نتائج العملية التربوية وتقويمها.
6-    أن توضح هذه الأهداف نوع المعارف والمهارات والمواقف والاتجاهات والعادات التي يراد تنميتها في شخصية المتعلم.
7-    أن تكون هذه الأهداف شاملة متكاملة في ضوء العلاقات التي تحدد نشأة الإنسان ومصيره وعلاقاته بالكون والإنسان والحياة من حوله( ).
8-    إمكانية الممارسة والتطبيق للأسباب الموصلة لتحقيق هذه الأهداف، 
9-    أن تكون واقعية :عندما نقول واقعية فنعني بها التأكيد والتمكن وهنا نعني بها أن تكون الأهداف ممكنة التحقيق في ظل المدرسة العادية ، فلو كان غرضنا تحقيق هذه الأهداف في مدارسنا فلا بد من أن نرضى بالواقع التي تعيش بها مدارسنا من أجل تحسين ظروف المدارس وتحسينها.
10-                لابد من أن تكون الأهداف محددة للسلوك المرغوب فيه ويمكن تسجيلها وقياسها.
11-                لابد لتحقيق الأهداف من ربط النتائج والسلوك،فما يقوم به الفرد من ممارسات لابد من أن ترتبط بالنتائج.
12-                أن تكون خالية من المتناقضات ( )
الخصائص:
تعريف الخاصية: خاصّيّة: ( إسم ) الجمع : خاصِّيَّات و خصائص  خَاصِّيَّةُ الإِنْسَانِ : مَا يُمَيِّزُهُ
الخَاصِّيَّةُ : نِسبةٌ إِلى الخَاصَّة .المعجم الوسيط:
"الخصيصة: الصفة التي تميز الشيء و تحدده.
   تعرف الخاصية في علوم المنطق والفلسفة المعاصرة والرياضيات بأنها إحدى سمات الشيء؛ فيقال إن الشيء أحمر لأنه يتسم بخاصية الحمرة. ومن الممكن أن تُعد الخاصية شكلاً من أشكال الشيء بحد ذاته، بحيث يمكن أن تتحلى بخواص أخرى. ومع ذلك تختلف الخاصية عن الشيء المفرد من ناحية الطريقة التي يتم تمثيلها بها
1-    أنها توجيهية وليست تفصيلية.
2-    أنها ثابتة ومتطورة.
3-    أنها قابلة للتسجيل.
4-    أنها قابلة للتطبيق.
5-    أنها متكاملة.
6-    أنها علمية .

7-    أنها واقعية ( ).

معد التقرير : محمد بالغيث محمد الشهري  

التنمية الثقافية في التعليم العام

التنمية الثقافية                                  اعداد : محمد بالغيث محمد الشهري 
الملخص
    من خلال ما تم جمعه ومناقشته....  يتضح الارتباط الوثيق بين المجالات بعضها ببعض وألا نغفل مجال أو نركز على مجال على حساب المجال الأخر فالتطوير الجزئي لا يعد تطويرا , والتطوير يجب أن يكون كلي شامل لجميع الجوانب.
ولكي نستطيع استشراف المستقبل في هذه المجالات لابد أن يكون التغيير أو التطوير في :
اولا: فلسفة التربية :
      لابد من فلسفة تربوية جديدة للنظام التعليمي يقوم على تخفيض طغيان الفلسفة المثالية في النظام التعليمي, وتعزيز فرصة الفلسفة البراغماتية , لان المثالية تعني بتربية المتعلم على القيم والمثل العليا والمدرسة عبارة عن مؤسسة تتيح للمتعلمين فرصة التعرف إلى الحكمة المتوفرة في ثقافة المجتمع وتراثه, وكما أن هذه الفلسفة ترى أن المنهج هو عبارة عن معارف نظرية ومفاهيم مرتبطة بالحقيقة الكلية المطلقة التي يجب شرحها للطلاب, بهدف فهمها واستيعابها, والعملية التعليمية تعد جسرا يربط الفرد بالبيئة المحيطه به . بعكس الفلسفة البراغماتية التي تهتم بالتجريب والتطبيق والتفكير, وهي بذلك تجعل الطلاب اعضاء فاعلين ومشاركين, والمنهج عبارة عن محطة للتجريب والاختبار لتلبية احتياجات المجتمع المعاصرة ...., وهي تبحث عن النمو المعرفي عن طريق الاختبار والاستكشاف .....
     فالطالب في هذه الفلسفة يتعلم ويتدرب من خلال مجموعه من المهارات  العقلية والسلوكية التي يكتسبها, ليس من العملية التعليمة مباشرة فقط بل من خلال البيئة المدرسية والتفاعل ..., مما يجعله يستفيد من هذه المهارات في حياته العملية.
  ويجب على النظام أن يوازن بين التربية الايمانية و الاخلاقية والنفسية العميقة....وكذلك يجب أن يؤكد على احترام الإنسان واحترام كرامته وحريته , واحترام حقه في المشاركة والمساءلة.وفي نفس الوقت يجب أن تعطي الفلسفة الجديدة أهمية لتنمية القدرات العقلية لدى الطالب .
ثانيا: وثيقة جديدة لسياسة التعليم:
  لان السياسات تتطور وتتغير بتغير المجتمع والثقافة والاحوال المحلية والدولية, وان تركز على الأسس التي تعكس القيم الثقافية الأصيلة التي يتبناها المجتمع, مع مراعاة التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على تلك القيم مع الاهتمام بالمستقبل واحتياجاته ومتطلباته العلمية والثقافية....
ثالثا: الغاء مركزية وزارة التربية والتعليم:
 النظام المركزي لا يتيح فرصة للتطوير الحقيقي مما يقتل الابداع والمرونة وتوزيع المسؤليات , والمعروف أن اكبر وزارة هي وزارة التربية والتعليم من حيث المساحة الجغرافية وضخامة مسؤلياته  الخ,
رابعا : تطوير المناهج الدراسية:
   تطوير المناهج على مستويات عدة ,منها المعرفي والفكري والأخلاقي والسلوكي والمهاري, وادخال تعديلات جدذرية على السلم التعليمي مع توزيع المستويات العلمية والمعرفية وتخفيض كمية المعارف والمناهج في الصفوف الأولية والتركيز على العمليات والمهارات ..وكل مرحله لها تركيز يختص بها ...
خامسا: تدريب المعلم والاهتمام به:
  من خلال وضع ميزات مالية , وتقديم خدمات اضافية مثل الصحية ....ورفع مستوى الدعم و التشجيع, ووضع سياسة جديدة حازمة في اختيار العناصر المبدعه , وتطوير برامج اعدادهم , واشراكهم في كل الاجراءات التي تخصهم .
سادسا: مشاركة الأسرة في مسؤولية التعليم:
وضع اليات جديدة لإشراك الاباء والأمهات في تحمل مسؤولية التعليم وفي تقييم أداء المدارس و وتحفيز المعلمين ...
  
ماذا نريد من التعليم؟
التنمية الثقافية , تنمية اقتصاد المعرفة ,التنمية المعلوماتية والتقنية
    من خلال ما سبق نرى أن المجالات الثلاثة و المجالات التنمية المعرفية والتنمية الاجتماعية وتنمية القيم الدينية والوطنية ترتبط ارتباطا وثيقا بعضها ببعض وتكمل بعضها البعض , وتؤثر وتتأثر ببعضها ,فهي ثؤثر على الفرد والمجتمع وتتأثر به, ومن هنا يجب ربطها اولا بخطط التنمية , والاهتمام بهذه الجوانب من حيث تخيصص الميزانيات والدعم الكامل وتوفير كل متطلباتها , فهي الركيزة الأساسية لنمو المجتمع التنمية المستدامة .
-      كيف نستشرف الثقافة والاقتصاد المعرفي والانفجار المعلوماتي والتقني وما نتوقعه من التعليم  حيال ذلك ؟
-     كيف تترجم في الأهداف العامة والخاصة والصفية  والسلوكية كيف نطبقها؟
-     وما هو دور الطالب فيها؟
وللإجابة على ما سبق يجب اولا تعريف كل مجال وأثره في الفرد والمجتمع وما يجب على التعليم حيال ذلك.
 مفهوم الثقافة : تعني المعرفة العامة، أي الأخذ من كلّ علم بطرف، ومن ثم تعتبر الثقافة هي الجانب الفكري والروحي من الحياة الذي يقوم على المعتقدات الدينية والتقاليد الأصيلة واللغة وآدابها والعلم ومنجزاته، كلّ ذلك بالتفاعل مع روح العصر بما يتفق معها ويغذيها. ويعتبر التعليم المصدر الرئيسي للثقافة، وكذلك الموجه لتطبيق التربية المثلى في معناها الأكثر شمولاً واتساعاً.
اثر الثقافة على الفرد والمجتمع  
تؤدي الثقافة دوراً كبيراً في حياة الإنسان، فهي متنفسه الوحيد في كل وقت وحين، خاصة في أوقات الأزمات والشدائد، فالكثير من الأعمال الأدبية والفكرية إنما هي نتاج ظروف وأزمات مر بها أصحابها، ومن ثم أصبحت فيما بعد أعمالاً خالدة.
  فالثقافة وعاء التعليم بدءاً من الأهداف ثم المناهج ووسائل وأساليب التعليم، وصولاً إلى عملية التقويم لنتاج العملية التعليمية، والثقافة والتعليم وجهان لعملة واحدة، فعملية التعليم كوسيلة تساعد الفرد على استقبال ثقافته وفهمها واستيعاب مضامينها الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والمعرفية، متخذة شكلاً من التآلف، والانسجام على مستوى الفرد والمجتمع، كما أن الثقافة أعم وأشمل من التعليم أو حتى المعرفة والأفكار، وأوثق صلة بالإنسان، فهي تكوّن في مجموعها جميع الصفات الخلقية والقيم الاجتماعية التي تؤثر في الفرد منذ ولادته وحتى سنين متأخرة من حياته حتى يصبح تأثيرها في علاقة الفرد مع الوسط الاجتماعي الذي ولد فيه( )
 والثقافة والتربية مجالان متداخلان وعلاقتهما تبادلية لما بينهما من ترابط وثيق. تتكامل رسالة الثقافة من رسالة العلم والتربية حتى يمكن لهذا التكامل أن يحقق كمال الإنسان. ولن تتحقق هذه الغاية إلا من خلال التفاعل الخلاق بين هذا الثالوث المتكامل: التعليم والثقافة والتربية.
ويعرفها الإنجليزي تايلور (Taylor) اصطلاحاً بأنها " الكل المعقد الذي يضم المعرفة والمعتقدات والفن ، والأخلاق ، والقانون ، والتقاليد ، وكل الإمكانات الأخرى التي يكتسبها الإنسان كعضو في المجتمع " (   )
وعند في التربية فإن الثقافة هي: "مجموعة الأفكار والمثل والتقاليد والعادات والمهارات وطريقة التفكير وأساليب الحياة والنظام الأسري وتراث الماضي.. ووسائل الانتقال والاتصال وطبيعة المؤسسات الاجتماعية في المجتمع الواحد ( ).
      كما ترتبط الثقافة بالجوانب غير الرسيمة من المنظمات فهي تركز على قيم ومعتقدات ومعايير الأفراد في المنظمة, وكيف تلتحم هذه المدركات الفردية في معان مشتركة, وتظهر من خلال الرموز والطقوس وليس من خلال البنية الرسمة للمنظمة ( ).
ويرمز لثقافة المدرسة من خلال:
1-    مفاهيميا أو لفظيا: من خلال اللغة والتعبير عن أهداف المنظمة.
2-    سلوكيا: من خلال الاحتفلات والقواعد والآليات المساندة والتأقلم الاجتماعي.
3-    بصريا وماديا: من خلال المرافق والشعارات الزخرفية والازياء الموحدة ( ).
والتربية والتعليم هما الوعاء الذي يحتضن التنمية الثقافية المتمثلة بكل أشكال التطوير والارتقاء والتبادل الثقافي , وهذا الوعاء يشكل جسراً يربط بين مفهوم التنمية, ومفهوم الثقافة, اللذين يرتبط بعضهما ببعض , بتناسب طردي متبادل, فكلما زادت الثقافة زادت التنمية, وكلما زادت التنمية زادت الثقافة .
علاقة الثقافة  بالتنمية:
   أما التنمية الثقافية  فهي الزيادة في الثقافة بكل أشكالها وجوانبها وظواهرها ونشاطاتها, ولكل ظاهرة في هذا الكون بعد ثقافي , فتنمية البعد الثقافي الاقتصادي يسهل التنمية الاقتصادية, وتنمية البعد الثقافي الصناعي يجّود تطور التنمية الصناعية, وتنمية البعد الثقافي الزراعي يحسن التنمية الزراعية ويعجلها . . . وهكذا في كل المجالات . 
دور التعليم  العام في تنمية الثقافة: 
من حيث السياسة التعليمية:
  يجب أن تركز على عدد من الأسس التي تعكس القيم الثقافية الاصيلة التي يتبناها المجتمع مع مراعاة المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على تلك القيم, في خلال عقود من التنمية والتحضر, ومع الاهتمام بالمستقبل واحتياجاته ومتطلباته العلمية والثقافية(ال   )  
أولاً :فلسفة التعليم :
1-    التعليم الحقيقى يعنى تنمية الفرد من جميع الجوانب: العقلية والبدنية والثقافية والاجتماعية والدينية والخلقية، والجمالية، فى شمول وتكامل واتزان، بحيث لا يطغى جانب على آخر.
2-    تطوير العملية التعليمية بما ينسجم وتطورات العصر سيساهم بشكل نوعي وأساسي في إعلاء شأن الثقافة والمعرفة في المجتمع.
ثانياً: على مستوى السياسة والأهداف
1-  تأكيد الهويّة الثقافية وتعزيزها والحفاظ عليها.
2-  تعزيز دور اللغة في المحافظة على الهوية وتوطين المعرفة.
3- تشجيع إلزامية التعليم في مراحل التعليم العام والاهتمام بالتعليم النظامي وغير النظامي ولا نظامي والتعليم العرضي.
4- حفظ التراث الثقافي،  وتطوير العادات والتقاليد الإجتماعية.
5- محاربة الجهل والأمية وزيادة نسب المتلمين في المجتمع.
6- تشجيع وتنمية الروح العلمية الباعثة علي النمو والتطور .
7- تشجيع الإبداع وتعزيز المشاركة في الحياة الثقافية لمواجهة المستقبل ومجابهة تحديات العولمة والمحو الثقافي.
8- تنمية الذوق الفني والجمالي وتقدير جمال الطبيعة والمحافظة عليه.
ثالثًا: المراحل التعليمية:
1-    تحقيق جودة التعليم في مراحل التعليم العام  وتقليل نسب الهدر والتسرب.
2-    تفعيل المكتبات المدرسية وتنوعها وتشجيع الطلاب على القراءة والإطلاع.
رابعا :من حيث المعلم
-         مساندة المعلمين (التعويضي) لتخفيف الضغط عن المدرسين لتمكنهم من التركيز على مهامه الأساسية
-         تمكين المعلمين مما يكسبهم الثقة والشعور بان التغيير في ايديهم (   ).
-         أن يتيح إعداد معلم المستقبل قدراته على فهم جيد لطبيعة تلميذ "مدرسة المستقبل" ، وفهم أوسع لطبيعة المجتمع ، ومعرفة واضحة بالمتغيرات العالمية الجارية .
-         إعداد معلم المستقبل لا بد وأن يتم في ضوء فلسفة تمهين التعليم ، الأمر الذي سيترتب عليه تغيير النظرة إلى المعلم وإلى عملية التعليم برمتها .
خامسا: المنهج :  (كيف انمي هذه الثقافة في الطالب ؟ تترجم في المناهج وفي الأنشطة المدرسية )
1-    إعداد مناهج دراسية تربوية جديدة تجمع بين الأصالة والمعاصرة في التربية الدينية، وعلوم اللغة العربية، والتاريخ والجغرافية، والوطنية العامة، وحتى الكتب العلمية الصرفة. فالمنهج والكتاب المدرسي في أي بلد له دور أصيل في بناء وتشكيل شخصية الأفراد، بل والمجتمع. كما أنّه يعكس تطلّعات الأمّة وطموحاتها وآمالها في أجيالها القادمة، وفي صورة المجتمع الحاضرة والمستقبلة.
2-    إعداد البرامج الدراسية النافعة لأفراد المجتمع ، التي تبني المنهج الشمولي في فهم الدين، والسلوك والحركة والبناء الحضاري، وفق منهج أصولي سليم، يعتمد فقط على أسس العلم، ومقتضيات العقل، ومرتكزات الفطرة السليمة ( ).
من حيث المحتوى:
-         أن يكون لمقررات اللغة العربية مكانة خاصة في محتوى منهج "مدرسة المستقبل" للأرتقاء" بمستوى تعليمها ، وإكساب الطلاب مهاراتها بوصفها اللغة الأم والأداة الهامة للتواصل الاجتماعي والثقافي والتاريخي بين الشعوب العربية
-         أن يكون للنشاطات التدريبية والتجارب مكانة هامة في منهج " مدرسة المستقبل" بما يخدم الطلاب بربط معارفهم ومعلوماتهم بالحياة وبالبيئة المحلية ( ).
سادسا: من حيث التقويم
-         اشراك المتعلمين في تقييم أداء المدرسين.
-         إشراك الاباء والامهات في تقييم أداء المدرسين ( ).
-         أن لا تقتصر علميات تقويم الطالب على الجوانب المعرفية والمهارية فقط ، بل يجب أن تتعدى هذه المسألة إلى قياس الجوانب القيمية ، والتطبيقية والعملية .
سابعا : من حيث الطالب
كيف نجعل الطالب قوى في ثقافته ويدافع عنها؟
-         الانضباط اثناء التغيير

-         الاهتمام بالفرد وبحرية الرآي ومشاركتهم. الغرب اهتم بالفرد وبعقل الفرد .